-
/ عربي / USD
ما يجعلنا نضحك حقاً، في رأي هنري برغسون، هو تلك الآلية التي تسيطر في بعض الأحيان على سمة الأحياء الذين يُفترض أن تنعكس عليهم مرونة الحياة وعدم قابليتها للتكرر والتناقض، فتغدو أفعالهم وحركاتهم وأقوالهم آلية يغلب عليها التصلب والتشنج، فتأتي متكررة لا تواكب تقدم سيرورة الحياة، ومعكوسة تخالف تسلسل الأحداث الطبيعي. ويكون ردّ فعل المجتمع على ما يعتبره شذوذا عن منهج الحياة، عقاباً يتناسب مع الفعل: أي الضحك من الأفراد الذين تصدر منهم تصرفات ومواقف تخالف ما هو متوقع ومتعارف عليه. ويُورد برغسون في طرحه لهذا التصور أمثلة يختارها بعناية من قلب المسرح العالمي، لا سيما من مسرحيات موليير وشكسبير. فيتفنّن في تأثيث طرحه الفلسفي بمشاهد هزلية تبدو وكأنها حُبكت خصيصاً لتعزيز أطروحته. فيخلص في نهاية الأمر إلى تحديد فئات الهزل الرئيسة وأهم أنواع التأثيرات الهزلية. تتناول مجمل أعمال برغسون الإنسان وعالمه الذاتي وحدسه وذاكرته وطاقاته الخلاقة واندفاعاته الحية. وكلها تبحث في الوضعية، والمنطقية، والحسية التجريبية وبراغماتيتها، والبنيوية (التي نادت بموت الإنسان)، والسلوكية، واللسانيات، وكذلك شيوع التيارات الموضوعية والكمية في دراسة الظواهر الإنسانية والمجتمعية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد