يحتوي هذا الكتاب بين دفتيه عددًا من الموضوعات المهتمة بالأمن الوطني، بعد أن تم النظر إلى هذا المصطلح على أنه المصطلح الأقرب للتعبير بشمولية عن منظومة الأمن المجتمعي؛ متجاوزين وجهات النظر في تعدد المصطلحات تجاه الموضوع نفسه، وذلك لاعتبارات أملاها الواقع ومستجداته، وكذلك نوعية المخاطر المحتملة في الداخل والخارج، وأيضًا ما استجد في السنوات الماضية من نشوء جماعات التطرف العنيف وسلوكياتها العنيفة المتجاوزة للحدود. خاصةً في ظلّ عولمة العام وثورة الفضاء الافتراضي الرقمي، والذي لم يعد بمقدور أي دولة أن تكون بمعزل عن المجتمع الدولي وتأثيراته.

وقد أتى هذا الكتاب في خمسة فصول، حيث كان الحديث في الفصل الأول عن مفهوم الأمن الوطني، وأصوله التاريخية، ومدلولاته العلمية والعملية. أما في الفصل الثاني فتم تناول بعض مجالات الأمن الوطني ذات التأثير في التنمية المجتمعية. وفي الفصل الثالث كان الحديث عن المقومات التي يتحقق الأمن الوطني بتوفرها. وفي الفصل الرابع تم تناول مهددات أو تحديات الأمن الوطني. وفي الفصل الخامس والأخير تم التركيز على الدور الاجتماعي في تحقيق الأمن الوطني. وهذا الفصل أعطى أهمية للمسئولية المجتمعية في تحقيق الأمن الوطني، والدور الذي يجب أن يضطلع به كل فرد ومؤسسة في المجتمع. ذلك أن الأمن الوطني قضية كبرى ومسألة مصيرية، ترتبط بكيان مجتمع وهوية أمة، اهتم بها الأنبياء والرسل عبر العصور، يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).