الفقه هو ما يشتمل على بيان المسائل الشرعية المستفادة من الأدلة التفصيلية، وبعبارة أخرى هو بيان الأحكام الشرعية لأفعال المكلفين من حل وحرمة ووجوب وندب وكراهة.

وقد اجتهد الفقهاء في استنباط تلك الأحكام من أدلتها التفصيلية، ودونوا في علم الفقه كتباً قيمة كثيرة، ويمتاز الفقه الشيعي بدقته وصحة منابعه فهو مأخوذ من الكتاب والعترة، الذين عصمهم الله عز وجل من الخطأ، فلا مجال في الفقه الجعفري للمصالح المرسلة والاستحسانات الشخصية والقياس وما أشبه.

والشيخ الأعظم الأنصاري قدس سره من كبار فقهاء الإمامية ترك للأمة آثاراً قيمة في الفقه، منها كتاب المكاسب بأقسامه الثلاث: «المحرمة والبيع والخيارات»، ونظراً لمكانة هذا الكتاب العلمية اتخذه العلماء والفضلاء متوناً دراسية في الحوزات العلمية وفي السطوح العالية، فلا يستغني عنه من يريد خوض مراحل الاجتهاد واستنباط الأحكام.

وقد قام الإمام الشيرازي قدس سره بشرح مزجي على الكتاب، جمع فيه بين الدقة العلمية وسهولة التعبير، كما هو دأبه في مؤلفاته، فبدأ بتأليفه في كربلاء المقدسة 18 محرم 1380 هجرية وانتهى منه في الكويت 18 جمادى الأولى 1394 هـ في ستة عشر مجلداً، وقد تلقى طلبة العلوم الدينية هذا الكتاب باستقبال كبير، فطبع الكتاب عدة مرات في إيران والعراق ولبنان وانتشر في مختلف الحوزات العلمية، فلا تخلو المكتبات المهمة منه.

ونظراً للطلب الحثيث عليه، قامت دار العلوم للطباعة والنشر بطبع الكتاب في حلة جديدة، حيث تم تحقيق متن كتاب المكاسب ومقابلته مع النسخ الأخرى المتوفرة، وفي صورة الاختلاف اعتمدت على نسخة (مجمع الفكر الإسلامي).

كما تم تخريج المصادر من الآيات المباركة والأحاديث الشريفة وأقوال الأعلام والفقهاء، في المتن والشرح.

وتمتاز هذه الطبعة بعلامات الترقيم ومشتقاتها، وإضافة بعض التعليقات في الهامش، وزيادة بعض العناوين وجعلها بين معقوفتين.