-
/ عربي / USD
تملأ الإسلاموفوبيا الفضاء اليوم، وتسممه، فهي تتصل بنظرية صراع الحضارات، وتكشف خفايا الوعي الباطن للغرائز البدائية، تعيد الاعتبار للشعبوية وكراهية المختلف، ووتتكشف فيها تناقضات العولمة، وتستفز الأصوليات. غير أنها تكشف فوق ذلك أن الهويات الملتبسة تهدد الحضارة التي تزعم صونها.
ليس بالإمكان التعامل مع هذه الآفة دون مقاربة نقدية متعددة الميادين، ومن أفضل لهكذا تناول، من مناضلين ومناضلات جمعوا بين البحث والعصف الذهني، والنضال اليومي لمكافحة العنصرية بمختلف تعبيراتها. وتابعوا تحول الإسلاموفوبيا، في حياتهم اليومية إلى وباء يجتاح القارة الأوروبية في مراحل انتقال وجودية، تتصارع فيها القيم التي جعلتها رمزاً للتنوير والحرية، مع أكثر أسلحة الدمار الشامل بشاعة: اعتبار "الآخر" سبباً لكل العاهات وأمراض الشيخوخة التي تجتاحنا.
إثر إعلان الأمم المتحدة ١٥ آذار\ مارس يوماً عالمياً لمكافحة الإسلاموفوبيا، اجتمعت نخبة من هؤلاء في ندوة بحثية في جينيف بدعوة من "المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان\ مؤسسة هيثم مناع" و"مركز جينيف للديمقراطية وحقوق الإنسان" و"منظمة الدفاع عن ضحايا العنف" و"اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية"، لاستعادة صفحات من هذا النضال على الصعيدين الفكري والعملي، يجمع بعض محطاتها هذا الكتاب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد