-
/ عربي / USD
يفتح هذ الكتاب أمام القارئ العربيِّ آفاقاً لم يعهدها في قراءة تراثه الأدبيِّ. فهو إذ يقرأ قصَّة ثمود من خلال ما كتبه عنها الإخباريُّون والقصّاص والمفسِّرون، فإنَّه يُعيد قراءة تاريخها على صعيدين: يُعنى الأوَّل بكشف التاريخ الفعليِّ الذي عاشته ثمود عبر التاريخ. ويُعنى الثاني بكشف الأسطورة التي تركتها ثمود في المخيال العربيِّ قبل الإسلام. يقوم المؤلِّف بخطوتين في اتِّجاهين متعاكسين: خطوة أولى هي ترميم تاريخ ثمود وتخليصُهُ من الأسطورة، وخطوة ثانية هي ترميم أسطورة ثمود وتخليصُها من التاريخ. وفي غزوة تبوك، ظهرتْ سلسلةٌ من الأحاديث المتعلِّقة بأطلال الحجر، وقبر أبي رغال، والغصن الذَّهبيّ الدَّفين فيه. يُعيد المؤلِّف وصل أجزاء هذه القصَّة ويلحمها. فيجد فعلاً أنَّ أطلال الحجر، قد ضربها زلزالٌ عنيفٌ قوَّض معبدها، وقضى على قبيلها وملأها، استناداً إلى النُّقوش اللِّحيانيَّة. وبذلك يتواءم واقع ثمود التاريخيُّ مع أسطورتهم الرَّمزيّة: فالناقة هي اقتصاد الإبل الذي كان سائداً في ثمود، أمّا الحرم المقدَّس الذي دُفِنَ فيه أبو رغال (أو قدار) فهو المعبد الوثنيُّ الذي كان مكرَّساً لعبادة ذو - غابت، وقد تداعى فوق رؤوس ملأ المدينة وكهنتها.غير أنَّ هذا التَّكامل بين الأسطورة والتاريخ، أو بعبارةٍ أخرى، هذا التَّواقف بين أسطرة التاريخ ونَزْع الأسطرة عنه، لا يشبع نهم المؤلِّف. ومن هنا يهتمُّ في الفصل الأخير من الكتاب بمقارنة «غصنٍ من ذهبٍ» الوارد في الحديث النَّبويِّ عن قبر أبي رغال في الحجر، بثلاثة نصوص تأسيسيَّة كبرى هي "ملحمة جلجامش" و"الأوديسة" لهوميروس و"الإينياذة" لفرجيل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد