أسهمت التجارب والمساعي البحثية المتعددة في تعميق القناعة بوجود حاجة ملحة إلى معالجة مستجدة تتناول تفاصيل الحضور الرقمي العربي بصورة عامة، والخليجي بصورة خاصة، بواسطة أنموذج معرفي مبتكر، قادر على لململة شتات المساعي التي أخذت في التجلي هنا أو هناك للتعامل مع التداعيات المصاحبة للحضور القاهر للخطاطة المعرفية الرقمية، واتسم الكثير منها بنهج يفتقر إلى الشمول، فكانت الإجابات التي قدمتها هذه المساعي مثقلة بالفجوات على صعيد التنظير المعرفي، مع ندرة التطبيقات التي يمكن أن تسهم في تحديد معالم السبيل إلى إنشاء خطاطة معرفية عربية يمكن أن تتعاطى مع جل متغيرات عصر المعرفة الذي اندفع نحو غزو الرقعة الجغرافية التي استوطنتها منظومتنا المعرفية، من دون سابق إنذار، وشرع في فرض أدواته وآلياته على جل العمليات والفعاليات التي تسري في بيئتها الرقمية.

يتناول هذا الكتاب كيانًا جديدًا للمعرفة هو المحيط المعرفي، على المستويين العالمي والعربي بوجه عام، وفي بلدان الخليج العربية بوجه خاص، بعدما أضحى حضور هذا المحيط حتميًا في عصرنا الراهن، وبات يفرض علينا البدء بإحداث خطاطة معرفية قادرة على تشكيل أرضية صلبة لحضوره في بيئتنا العربية، قادرة على إدارة جميع أوجه الأنشطة المعرفية التي تسود بيئته الجديدة.

يتضمن الكتاب أربعة فصول، فضلاً عن التوطئة والخاتمة والمراجع والفهرس.