-
/ عربي / USD
يعالج كتاب (الحركة القوميّة العربيّة/ بين التراجع والنهوض) لمؤلفه د. محمد صالح الهرماسي، المشروع النهضوي العربي، من خلال ثلاثة محاور رئيسة هي: النشأة والأهداف، أسباب التراجع، مقومات النهوض.
في المحور الأول، يقف الكتاب عند الجذور التاريخيّة، وظهور بوادر الوعي المشترك، والتوثب عند العرب، في الفترة السابقة على ظهور الإسلام، وتمثل ذلك الوعي مبدئياً، في الاتجاه إلى تكوين لغة موحدة (بدل اللهجات المتعددة) التي شكّلت أول الأسس المشتركة لتوطيد أركان القوميّة العربيّة، تلاه وعي بالوحدة الجغرافيّة التي تُشكّل بيئة واحدة، ثم أعقبه تماثل في العادات والتقاليد والتصورات، تلاه وعي إنشاء كيان سياسي.
حدد الكتاب النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، مرحلة نشوء الحركة القوميّة العربيّة، وجرى ذلك بتأثير عاملين أساسيين هما: الفكر القومي الأوروبي، وسياسة التتريك.
أما أسباب تراجع أو إضعاف الحركة القومية العربيّة، في إنجاز مشروعها، فحددها الكتاب بجملة من العوامل، منها:
تراجع العمل الرسمي الشعبي من أجل الوحدة العربيّة.. وحدوث انشقاقات وتصدعات في الحركة القوميّة، تراجع المواجهة مع الرجعيّة العربيّة، تراجع المواجهة مع الإمبرياليّة وبروز اتجاهات مساومة ومهادنة، تراجع المواجهة مع الكيان الصهيوني.
يُضاف إلى ذلك، جملة من الأسباب الخارجيّة، كالعدوان المباشر من قبل الدول الغربيّة المستاءة من توجهات الحركة القوميّة التي هددت مصالحها ومطامعها في المنطقة.
وفي مقومات النهوض بالمشروع النهضوي العربي، كمشروع وحدوي تحرري، أكد الكتاب ضرورة أن تتضافر جهود الحركة القوميّة المخلصة لتحقيقه، وتجديد الفكر السياسي المنطلق من وجود قوميّة عربيّة لها الحق أن تتحول إلى أمة ذات سيادة. وفي الخاتمة، يقف الكتاب عند عاصفة الإرهاب التكفيري التي ضربت الوطن العربي منذ خمسة أعوام..
ولا تزال تفعل فعلها التدميري فيه. إذ بات واضحاً أن (الربيع العربي) لم يكن في الحقيقة سوى غطاء برّاق وجذّاب لبضاعة مسمومة، استهدفت الأمة، وأن النتائج الكارثيّة التي نجمت عنه حتى اليوم، باتت تلقي بظلال شديدة القتامة على المستقبل العربي كله.
محمود شاهين
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد