سعيتُ في هذا الكتاب إلى تأصيل ظاهرة (تقديس المدنّس / تدنيس المقدّس) وجودياً (أنطولوجياً)، ومعرفياً (أبستمولوجياً) من خلال سعي المبدع إلى توظيف هذه الظاهرة واستغلال قطبيها: المقدس، والمدنّس. ومحاولة استخراج قيمة مقدسة من قيمة تمّ التواضع على أنها مدنّسة من قيمة ثم التواضع على...
سعيتُ في هذا الكتاب إلى تأصيل ظاهرة (تقديس المدنّس / تدنيس المقدّس) وجودياً (أنطولوجياً)، ومعرفياً (أبستمولوجياً) من خلال سعي المبدع إلى توظيف هذه الظاهرة واستغلال قطبيها: المقدس، والمدنّس. ومحاولة استخراج قيمة مقدسة من قيمة تمّ التواضع على أنها مدنّسة من قيمة ثم التواضع على قدسيتها. وقد بيّنت أن من من مسوغات بروز ظاهرة تقديس المدنّس في الشعر العربي المعاصر، هاجس الإختلاف والذاتية الذي كان يبحث عنه الشاعر المخلص لتجربته؛ ليكون شعره صوتاً مختلفاً عما قبله. كما شكّلت الحاجة الفنية والبحث عن الأداة / الدهشة عاملاً مهماً من عوامل بروزها في الشعر العربي المعاصر، وكان لتأثر الشعراء العرب المعاصرين بالغرب دور في بروز ظاهرة تقديس المدنّس؛ لذلك وقفت عند طبيعة هذا التأثّر وقسّمته عل جيلين من الشعراء المعاصرين. أدرك الشاعر المعاصر أن تحرير إشارات النصّ، من قيودها الدينية، والتاريخية، لن يتم قبل تحرير ذات الشاعر من كل القيود والإستلابات، لذلك حرّر نفسه من كل قراءة تاريخية، أو دينية معلّبة، ولم يعد العقل تابعاً للنص - أي نص كان - مهما بلغت قداسته، فليس ثمة عناصر جوهرية ثابتة في النصوص، بل لكل قراءة - بالمعنى التاريخي والإجتماعي - جوهرها الذي تكشفه في النصّ، لتنشأ "علاقة بين الشيء والذات تأخذ فيها الذات الدور الرئيس" كما يبيّن (غاستون باشلار).