شرع العروي في تسجيل هذه الخواطر وهو تلميذ في ثانوية مراكش سنة 1949، واستعمل جزءاً منها في كتاباته السابقة، وبخاصة في "اليتيم" (1978) و"أوراق" (1998).استهل القسم الأول بخواطر صيف 1967 حيث اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الثانية، لتنتهي سنة 1973 في أعقاب حرب تشرين.في القسم الثاني، سجّل...
شرع العروي في تسجيل هذه الخواطر وهو تلميذ في ثانوية مراكش سنة 1949، واستعمل جزءاً منها في كتاباته السابقة، وبخاصة في "اليتيم" (1978) و"أوراق" (1998). استهل القسم الأول بخواطر صيف 1967 حيث اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الثانية، لتنتهي سنة 1973 في أعقاب حرب تشرين. في القسم الثاني، سجّل العروي تعليقات على الأحداث الأحداث السياسية والإجتماعية والثقافية التي جرت في مرحلة شهدت تحوّلات كثيرة أثّرت في رسم حالتنا الفكرية والسياسية. في القسم الثالث: بدأ العروي بفترة الإجتياح الإسرائيلي للبنان، وكتب معلّقاً: "الجيش الإسرائيلي على مشارف بيروت والإيراني على أبواب البصرة، عاد الشرق إلى وضع القرن السابع الهجري، هل يقول الرافضون: هذا جزء الظالم؟ ماذا لو انتهت الأحداث - نتيجة تحالف ضمني - بإحتلال العراق وسوريا، بسقوط بغداد ودمشق؟... دول هزيلة، منهوكة، عاجزة، تستجدي أمريكا بالتدخل، بأي وجه كان... ومع ذلك تتشدق بالأصالة!". في القسم الرابع، ختم العروي خواطره قائلاً: "لست نادماً على شيء مما كتبت، إذ غالباً ما كتبته ضداً على نفسي، لأعبّر عما أعتبره حقيقة التاريخ، ولكن الوضع الحالي يلقي بظلاله على الماضي بما فيه من جور وعنف ومن تطلّعات كذلك، يضفي على كل هذا قسطاً من النسبية".