-
/ عربي / USD
تمثّل دراستنا هذه دعوة ملحّة إلى التحلّي بوعي نقدي، دعوة إلى تجاوز مستمرّ للوعي التلقائي بالذات.
لقد تداخل المجتمعان، العربي والغربي، إلى درجة تجعل هذا الأمر شيئاً وارداً، ما تعني بالوعي النقدي هو إستحضار (وتجاوز) متلازم ومتزامن لسيرورتين تاريخيّتين، متحاشياً كل إنكفاء وكل إنغلاق لتجنّب المواقف التبريئيّة والإستعراضيّة الرخيصة.
بيد أنه يجب يجب التنبيه مسبقاً على أن الوعي النقدي لا يفتح لنا مباشرة وبكيفيّة تولديّة آليّة باب الخلق والإبداع، لا يمثل بحد ذاته تجاوزاً للعقل الغربي، هو شرط مسبق لازم، لكنّه غير كاف.
وإذا ما أصبح العقل العربي نقديّاً بالفعل، وتوصّل إلى نظرة إنسانيّة شموليّة سيوافي الغرب حيث يراوح هذا الأخير خطواته منذ القرن الماضي، فيمكن لأول مرّة أن يتعرّف العقلان الواحد على الآخر ويدشّنان عهد حوار حقيقي.
خلاصة متفائلة وغامضة في الوقت نفسه.
نؤكّد الوحدة الجوهريّة بين العرب والغرب رغم صراعاتهم المتجدّدة، ولا نعترف بغلبة أحد، أولاً نتعرض بذلك لتأويلات متناقضة؟ قد يفهم البعض من كلامنا دعوة إلى الإستسلام، والبعض الآخر نداء إلى نقل المواجهة إلى مجال أعلى.
هذه مجازفة نقبل نتائجها راضين: قد يتيه عن الصواب من يبالغ في التدقيق!...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد