أوراق اللعب . أغمض عيني وأمضي إلى زمان مضى .. أفتحهما .. أجدني جالساً على كرسي حديدي بارد بإحدى حدائق مدينتي .. عن يميني أجدكِ ، بفستانك الأزرق الفاتن . كنا ما نزال نتململ داخل قفص الخجل . حاولت أن أقتلع بعض قضبانه بدعاباتي التي تصبغك بالإرتباك .. كان بيدي بيدي قلم أسود ودفتر...
أوراق اللعب . أغمض عيني وأمضي إلى زمان مضى .. أفتحهما .. أجدني جالساً على كرسي حديدي بارد بإحدى حدائق مدينتي .. عن يميني أجدكِ ، بفستانك الأزرق الفاتن . كنا ما نزال نتململ داخل قفص الخجل . حاولت أن أقتلع بعض قضبانه بدعاباتي التي تصبغك بالإرتباك .. كان بيدي بيدي قلم أسود ودفتر يوميات ، فسطرتك حلماً . وها أنا أختبر التمدد الغريب للزمن منذ اللحظة التي غيبني فيها هذا المعتقل الرهيب عن أريج قربك . وها زخات الحنين المفاجئة قد انهالت على قلبي المرتعش كعصفور صغير سقط من عشه وتلقفته بركة آسنة وموحلة . سوف أغرق في مطر الحنين يا ليلى . وسوف أقطع فيافي الشوق وأيامها الخالية أعزل دونك . أغمض عيني ، افتحهما ثانية . فأراك طيفاً حريرياً يبتسم بهدوء ويحوم في زوايا هذا القمقم اللعين حيث زجّ بي الجلادون ... أسطّرك هذه المرة ألماً ... جرحاً نازفاً وشرخاً عميقاً على جدار الماضي . قد لا تعلمين أن الكلمات تذوب كمدن السكر حين يفيض العشق ، وأن الحروف تتطاير كالفراشات الجريحة حين تطلّين بهالة نورك . علميني إذن كيف ألملم مدن السكر ، وكيف أجمع سحابات الفراشات المتناثرة حول ندى عينيك .
ها قد انتهت قصتنا ، وها هو ذا المعتقل المأفون يحكم قبضته عليّ ، فقد ضرب لي القدر هنا موعداً متأخراً مع الألم .