وأخيراً، رأيت وعرفت أناس هذه الأرض السعيدة، كانوا يأتون إلي من تلقاء أنفسهم، يحيطون بي، ويقبلونني، أبناء الشمس، أطفال شمسهم، آه، ما أجملهم!... لم أر قط على أرضنا مثل هذا الجمال في الإنسان، هل هو فقط في أطفالنا، في السنوات المبكرة جداً من عمرهم، يمكن للمرء أن يجد إنعكاساً عن...
وأخيراً، رأيت وعرفت أناس هذه الأرض السعيدة، كانوا يأتون إلي من تلقاء أنفسهم، يحيطون بي، ويقبلونني، أبناء الشمس، أطفال شمسهم، آه، ما أجملهم!... لم أر قط على أرضنا مثل هذا الجمال في الإنسان، هل هو فقط في أطفالنا، في السنوات المبكرة جداً من عمرهم، يمكن للمرء أن يجد إنعكاساً عن عن بعد، وإن كان ضعيفاً لهذا الجمال، كانت عيون هؤلاء الناس السعداء متألقة نوراً وصفاءً، وكانت وجوههم مشرقة حكمة وذكاء، وطافحة إلى حد ما براحة البال، ولكن هذه الوجوه كانت مرحلة، وفي كلماتهم وأصواتهم كان يرن فرح طفولي، أوه، فجأة، من أول نظرة، إلى وجوههم، فهمت كل شيء، كل شيء!...
إنها أرض غير ملطخة بالخطيئة الأصلية، والناس الذين يسكنون فيها كانوا بلا خطيئة، كانوا يعيشون في نفس الجنة التي عرفها، وفقاً لأساطير البشرية جمعاء، أجدادنا الأوائل قبل سقوطهم، مع هذا الإختلاف فقط هو أن الأرض كلها هنا كانت في كل مكان هي الجنة نفسها، كان هؤلاء الناس يضحكون بفرح، يحتشدون حولي، يداعبونني، ويأخذونني إلى منازلهم، وكل واحد منهم يحاول أن يدخل الإطمئنان إلى نفسي، أوه، لم يسألوني عن أي شيء، ولكنهم كانوا كما لو أنهم يعرفون عني كل شيء، وبالتالي بدا لي انهم أرادوا أن يبعدوا الألم عن وجهي في أقرب وقت ممكن.