يسعى الرسام في لوحاته لأن يقدم حكاية، تلتقط العين تفاصيلها، وتعيد صياغتها، لتكسبها معنى، في حدود السند وبالنظر إلى مادته، وما تتشكل عبره من ألوان وضياء وظلال، هي تعبير عن "فكرة" وتشكيل لـ: "موضوع"، وإنحياز لـ: "أسلوب"، يقدم للناظر؛ مثلما أن الروائي يتشوف عبر مكونات نصه...
يسعى الرسام في لوحاته لأن يقدم حكاية، تلتقط العين تفاصيلها، وتعيد صياغتها، لتكسبها معنى، في حدود السند وبالنظر إلى مادته، وما تتشكل عبره من ألوان وضياء وظلال، هي تعبير عن "فكرة" وتشكيل لـ: "موضوع"، وإنحياز لـ: "أسلوب"، يقدم للناظر؛ مثلما أن الروائي يتشوف عبر مكونات نصه المكتوب إلى أن يرسم يرسم شخصيات ويصور فضاءات، وأزمنة ومواقف وعواطف وأفكار، وأن يشكل لوحات لفظية... ثمة في النهاية معجم مشترك بين الروائي والرسام يمتد من: "الصورة" إلى "إنتاج الأثر"، مروراً بمدونة طافحة بالدلالة تنتظم مفاهيم: "التشكيل" و"الإطار" و"الأسلوب" و"الموضوع" و"الفكرة" و"الذات"، و"الظاهرة" و"المضمر". لقد استهدفت فصول هذا الكتاب الوقوف عند أهم مفاصل التقاطعات بين ممارسات الرسام والروائي، بدءاً بالصداقة الإبداعية، وإنتهاء بتبادل الأدوار، مروراً بعشرات القضايا المتصلة بالتصوير الروائي للوحة والمصاحبة النصية بين المحكي والمصور، والتناظر بين رؤية الرسام ورؤية الروائي، مع ما يتفرع عن هذه الظواهر من تشكيل للصور وإنتاج للأثر.