"جعلت حكومة التناوب من العمل الإجتماعي والتضامني أحد أولوياتها البارزة، ورغم إرث ثقيل وصعوبات عدة، وإكراهات متنوعة حرصنا على وضع إصلاحيات إجتماعية كبرى همت فئات عريضة من مجتمعنا ومجالات ترابية عديدة... ولقد كنا منذ البداية واعين تمام الوعي بان هذه الإصلاحات بحكم طبيعتها،...
"جعلت حكومة التناوب من العمل الإجتماعي والتضامني أحد أولوياتها البارزة، ورغم إرث ثقيل وصعوبات عدة، وإكراهات متنوعة حرصنا على وضع إصلاحيات إجتماعية كبرى همت فئات عريضة من مجتمعنا ومجالات ترابية عديدة... ولقد كنا منذ البداية واعين تمام الوعي بان هذه الإصلاحات بحكم طبيعتها، سوف لن تعطي ثمارها إلا على المدى المدى المتوسط والبعيد، وبالتالي سوف لن تنعكس فوراً على واقع عيش المواطنات والمواطنين. ومهما يكن الحال، فإن حرصنا كان قوياً على أن تجعل من الإنصاف والعدل والمساواة المبادئ الموجهة الرئيسية للسياسات والبرامج التي أعددناها في مجال العمل الإجتماعي والتضامني، غايتنا المثنى بهذا وضع حدَّ للحيف والمعاناة، وتصحيح الأوضاع، ومصالحة مئات عريضة من مواطناتنا ومواطنينا مع مؤسساتهم. فبتضمينه، في هذا الكتاب، لحصينة الإصلاحات الإجتماعية الكبرى التي أنجزتها حكومة التقارب خلال الفترة الممتدة ما بين مارس 1998 وأكتوبر 2002، وبإعتماده على معطيات مستقاة من مصدر الأحداث، بما هو ظاهر وخفي فيها، وبما لها وما عليها، فإن مؤلف ادريس الكراوي سيشكل بحق قيمة مضافة هامة من داخل التجربة، كما من شأنه أن يلقي أضواء كاشفة على جوانب جوهرية من عمل حكومة التناوب، ومن التجربة التي قادها حزيناً في مرحلة دقيقة من تاريخ بلادنا".