عرف السودان في العقود الأخيرة مساراً عاصفاً من التحوّلات، من حروب أهلية وما تلاها من حركات تمرد وإنشقاق، ولقد تعرض قطاع واسع من المجتمع الأهلي السوداني منذ إنقلاب 1989 لأنواع قاسية ومستمرة من القمع. تركزت بالأساس على النساء والمثقفين والفنانين والأقليات والشرائح...
عرف السودان في العقود الأخيرة مساراً عاصفاً من التحوّلات، من حروب أهلية وما تلاها من حركات تمرد وإنشقاق، ولقد تعرض قطاع واسع من المجتمع الأهلي السوداني منذ إنقلاب 1989 لأنواع قاسية ومستمرة من القمع. تركزت بالأساس على النساء والمثقفين والفنانين والأقليات والشرائح المهمّشة. وهكذا لدى تراكم وتزايد أوجه الكراهية والإحباط المتولّدة عن عن الإستبداد والعنف إلى إندلاع ثورة ديسمبر 2018 التي تكلّلت بالنصر في أبريل 2019. إلا أن هذه الثورة المجيدة نجمت عنها أزمة سياسية خطيرة بين القيادات المدنية والعسكرية، كادت أن تؤدي إلى الإنفجار العنيف والدموي. ولقد بادرت المجموعة الإفريقية إلى ترتيب وساطة ناجعة وفعالة في الساحة السودانية، أفضت ببراعة إلى خيار الإنتقال الديمقراطي الجامع في السودان. في هذا الكتاب يسرد محمد الحسن ولد لبات بأسلوب سلس وجذاب مسار هذه الوساطة الناجحة ويقدم مساهمة حيّة في مذهب الوساطة الدولية وحلّ الأزمات، وما يبينه المؤلف بوضوح في هذا الكتاب، هو أن أفريقيا عندما تتولّى بنفسها تسوية مشاكلها بروح منفتحة على شركائها الدوليين، تثبت بالفعل تميّزها الإيجابي.