هذا الكتاب ليس سيرةً ذاتية بل ذكريات، ذلك لأن سيرة أنيس النقاش أشمل وأبعد مدى وأكثر إحاطة وأعمق من ذلك بالتأكيد.هنا، في مذكراته الحارّة، ثمة محطات مرّ بها بسرعة، ومحطات أغفلها متعمداً وعَبَر من ثقوبها بلطفٍ ومهارة، وهناك وقائع فصّلها تفصيلاً دقيقاً وجميلاً، وهذا هو الفارق...
هذا الكتاب ليس سيرةً ذاتية بل ذكريات، ذلك لأن سيرة أنيس النقاش أشمل وأبعد مدى وأكثر إحاطة وأعمق من ذلك بالتأكيد. هنا، في مذكراته الحارّة، ثمة محطات مرّ بها بسرعة، ومحطات أغفلها متعمداً وعَبَر من ثقوبها بلطفٍ ومهارة، وهناك وقائع فصّلها تفصيلاً دقيقاً وجميلاً، وهذا هو الفارق بين السيرة والذكريات. وأنيس النقاش هو، في الجوهر، خلاصة جيل عربي تطلع بقوة إلى الوحدة وتحرير فلسطين والخلاص من الإستعمار وتأسيس دول عصرية وحرة وديمقراطية. وتجربة أنيس في هذا الميدان، على رونقها الآسر وخيباتها المرّة، ما برحت كالرحيق الباقي من تلك الآمال الزاهية. ربما تنكمش تلك الأحلام وتنحسر، أو تنكسر، لكن رحيقها يظل فوّاحاً.