يذكر الكاتب في مقدمته أن هذا الكتاب في مباحثه السبعة (الجاهلية، الحاكمية، الولاء والبراء، الخلافة، الفرقة الناجية، الاستعلاء، وحتمية الصراع) تمثل المنطلقات الأساسية في المنظومة الفكرية للسلفيات «الجهادية» للتكفير.يقول الكاتب إن القارئ سيجد مدى الارتباط الوثيق بين هذه...
يذكر الكاتب في مقدمته أن هذا الكتاب في مباحثه السبعة (الجاهلية، الحاكمية، الولاء والبراء، الخلافة، الفرقة الناجية، الاستعلاء، وحتمية الصراع) تمثل المنطلقات الأساسية في المنظومة الفكرية للسلفيات «الجهادية» للتكفير. يقول الكاتب إن القارئ سيجد مدى الارتباط الوثيق بين هذه المنطلقات؛ اذ يصعب فصل مبحث الحاكمية عن مبحث الولاء والبراء، كما يصعب فصل مبحث الخلافة والتمكين عن مبحث الفرقة الناجية وحتمية الصراع. ورغم أن العنوان الفرعي يشير الى المساهمات القطبية بشكل خاص الا أن الباحث ينبّه الى أنه لم يعتمد فقط على آراء سيد قطب، بل عمد «في كل مقولة من هذه المقولات الى العودة لأصولها في كتب الأقدمين، ممن يمثلون مرجعية «شرعية»؛ لأن ذلك يجعلنا نفهم أكثر كيفية تطور المصطلح، ويضيء لنا بعض الزوايا في خلفيته «الفقهية» وسيرورته التاريخية، ومستنده «الشرعي» داخل منظومة هذه الجماعات». كتب مرتضى مقدمة طويلة نسبياً لكنها من الأهمية بمكان بسبب إطلالتها التاريخية والغنية على الاتجاهات التكفيرية التي حملت عنوان الاتهام بالهرطقة تارة وبالزندقة تارة أخرى، وأن هذه الاتجاهات لم تكن حكراً على الإسلاميين بل سبقتها اتجاهات مسيحية ويهودية بل ووثنية. وقد أضاء الكاتب على مجموعة من العوامل التي جعلت التكفير في العصر الحاضر موضع عناية وتركيز رغم أنه لم يكن حالة استثنائية في التاريخ.