لطالما عانى القُرّاء والمتخصصون في المكتبة العربية من ندرة المراجع والمصادر التي تدرس تاريخ تطور الفكر السياسي الإنساني إستناداً إلى مسلمات ومعطيات بنى الذهنية العربية، وتأسيساً على منطق العقل العربي ومسلماته.لذلك كانت مؤلفات كل من برتراند رسّل، توماس مور، جان توشار،...
لطالما عانى القُرّاء والمتخصصون في المكتبة العربية من ندرة المراجع والمصادر التي تدرس تاريخ تطور الفكر السياسي الإنساني إستناداً إلى مسلمات ومعطيات بنى الذهنية العربية، وتأسيساً على منطق العقل العربي ومسلماته. لذلك كانت مؤلفات كل من برتراند رسّل، توماس مور، جان توشار، جان جاك شوفاليه، جورج سباين، جون هرمان راندال، فرانسوا شاتليه، مارسيل بريلو وجورج ليسكييه، وغيرهم، هي المرجعيات الأساسية في أي إشتغال عربي في الفكر السياسي والنظريات السياسية الكبرى، أي الإنطلاق من مفاهيم العقل الغربي في دراسته لتطور الفكر السياسي، وهو الأمر الذي ترك نقصاً واضحاً في المكتبة العربية. إن هذا الكتاب يشكل دراسةً أكاديميةً، ومرجعاً رصيناً غاية في الأهمية لأبرز الأفكار السياسية الكبرى، مستندةً إلى العامل الإجتماعي والسياسي والثقافي للأزمنة التي ظهرت فيها، وحتى الشخصي لأصحابها. دراسة تضاهي من حيث قيمتها ما قدمه توشار أو مور أو شوفالييه أو سباين، وغيرهم، وفي بعض المطارح تكاد تتجاوزهم من حيث ربطها الفكرة المطروحة بكافة العوامل التي أسهمت في ظهورها، وتحولها إلى قيمة إنسانية كبرى. ليس هذا الجهد المميز بغريب أبداً عن أستاذ الفكر السياسي في جامعة دمشق الدكتور سمير إسماعيل، والذي أمضى ما يقارب السبع سنوات في نحت مفردات وجمل هذا الكتاب القيّم، متمماً إياه وكأنه الرسالة الأسمى لطلبته ولكل دارسي الفكر السياسي، وإذ تضطلع دار النشر بمهمة وضعه بين يدي القارئ العربي، فهي بذلك تساهم في تقديم خدمة جليلة لكل الدارسين والمتخصصين في الفكر السياسي والعلوم السياسية والإجتماعية. د. أشواق عباس