هذه الرواية، وإستهلالاً، هي رواية رعوية! الأمداء فيها وسيعة، والغابات كثيرة، والأنهار والسواقي لوامع ضواحك، وقد استنبتن الحياة، والجمال، والقرى!...والغناء فيها جوّال كالهواء، والأحزان مرفوعة إلى آن، والهناءات تتطاول كالأعشاب، والمخاوف متوارية كالكمائن، والنايات عوازف...

هذه الرواية، وإستهلالاً، هي رواية رعوية! الأمداء فيها وسيعة، والغابات كثيرة، والأنهار والسواقي لوامع ضواحك، وقد استنبتن الحياة، والجمال، والقرى!...
والغناء فيها جوّال كالهواء، والأحزان مرفوعة إلى آن، والهناءات تتطاول كالأعشاب، والمخاوف متوارية كالكمائن، والنايات عوازف من قيعان الأودية علوَّاً حتى ذرا الجبال، لا شيء في هذه الرعوية سوى الهدأة التي تؤثث للأحلام، وليس من أحلام في هذه الرواية سوى المرأة!...
فالمرأة هي يد الزمان التي تقلّب النهارات والليالي كيما تصفو المباهج وترهج، وهي كتاب الحياة الثقيل بالأسرار، وهي الحلم الذي تراوده المحاولات كي يصير واقعاً، وهي الشوق الذي لا تفسره الكلمات، وهي حطب الذكورة المتفلت أبداً من ضراوة النيران!...
لا أحد، في الرواية، يُنحِّي أحزان الحياة سوى المرأة، ولا أحد يطفئ جمرها سوى المرأة، ولا أحد يشقُّ دروبها الجديدة سوى المرأة، ولا أحد يبني مسّراتها سوى المرأة!...
المرأة في هذه الرواية، مدونة عشق، وجدل، وأحلام، ومباهج... لا يولدها سوى حضورها مرة، وغيابها مرات، ولا شيء يجاذب المرأة أو يحفّ بها سوى النداءات التي برّحتها إيماءات الصدود أو رفيف الأهداب العاتبة الغاضبة!...