أثبت هذا الكتاب أن الجنائن المعلَّقة قد شُيِّدت في نينوى، وليس في بابل، والذي بناها كان سنحاريب وليس نبوخذ نصَّر أو سميراميس، وبعد وقت طويل، برز إلى النور دليل دامغ محدَّد ليكشف عن حلٍ لمعضلة معقَّدة.يتطابق التحليل الصحيح لرموز نقوش آشورية عائدة إلى القرن السابع ق. م. مع...
أثبت هذا الكتاب أن الجنائن المعلَّقة قد شُيِّدت في نينوى، وليس في بابل، والذي بناها كان سنحاريب وليس نبوخذ نصَّر أو سميراميس، وبعد وقت طويل، برز إلى النور دليل دامغ محدَّد ليكشف عن حلٍ لمعضلة معقَّدة. يتطابق التحليل الصحيح لرموز نقوش آشورية عائدة إلى القرن السابع ق. م. مع عناصر دقيقة وحاسمة في الأوصاف التي أوردها الكتّاب اليونانيون لاحقاً. تتوفَّر في جنائن قصر سنحاريب المعلَّقة العناصر والمقاييس المطلوبة التي تؤهّلها لتكون من عجائب الدنيا ومنها: إن تصوُّر المشروع بأكمله عظيمٌ جداً ومُثير للإعجاب في هندسته ومتألقٌ في روعته الفنيَّة منذ البداية في خنّيس وعبر قناة جر المياه في جروان وصولاً إلى القلعة في نينوى إضافةً إلى الجنائن بحد ذاتها والقصر بجدارياته التي تُظهر مشاهد من الجنائن. نتجت جميع البراهين والحجج الواردة في هذا الكتاب من التحليل الأفضل للنص الآشوري الأصلي، تظهر في اللوحة الحجرية المنحوتة من قصر آشوربانيبال في نينوى، والمحفوظة الآن في المتحف البريطاني، عناصر أخرى من تلك الواردة في الأوصاف اللاحقة. والرسم الذي وُضع للوحة أخرى، ويُعرف بالرسم الأصلي 77IV يُظهر أيضاً عناصر مهمة وإستثنائيَّة تتطابق أيضاً مع ما ورد من أوصاف في أعمال الكتّاب اليونانيين. مع وجود هذا الكم الهام من الأدلة نتمكن من حل صعوبات أخرى واضحة مما لا يترك مجالاً للشك بأن الملك الآشوري سنحاريب هو الذي بنى الجنائن والذي أعلنها هو بنفسه أنها من عجائب الدنيا لجميع الناس في عاصمته نينوى، يعود تاريخ إنبثاق مفهوم "عجائب الدنيا" إلى هذه الحقبة واستمر إلى عهد الملك البابلي اللاحق نبوخذنصَّر الثاني. ... ومثل عجائب الدنيا الست، كانت هذه العجيبة فعلاً موجودة، ولم يعد ممكناً الحديث عنها كأنها مُختلفة ومن نسيج الخيال، أو أنها أسطورة لا أساس تاريخي لها، ولا إعتبار جنائن نينوى مجرَّد السلَف للشيء الحقيقي، إلى سنحاريب يعود الفصل في خلق وإبتداع إحدى عجائب الدنيا للسبع في العالم القديم.