في دراسة للفرق الإسلامية، ولا سيما الحركات الباطنية أو أهل التقية من الناحية العقائدية والإجتماعية والسياسية، يلاحظ أنها كانت ترنو في مراحلها وأدوارها كافة عبر التاريخ إلى خلق مجتمع مثالي، وفق مبادئ إنسانية تهدف إلى إسعاد الفرد، وبناء صروح المجتمع الإسلامي السليم، على...
في دراسة للفرق الإسلامية، ولا سيما الحركات الباطنية أو أهل التقية من الناحية العقائدية والإجتماعية والسياسية، يلاحظ أنها كانت ترنو في مراحلها وأدوارها كافة عبر التاريخ إلى خلق مجتمع مثالي، وفق مبادئ إنسانية تهدف إلى إسعاد الفرد، وبناء صروح المجتمع الإسلامي السليم، على أسس من العدالة المنبثقة من تعاليم القرآن، وإرشادات النبي وأحفاده الأئمة الأطهار. إن علماء الحركات الباطنية في مختلف العصور، قد عملوا على تطوير الفكر الإسلامي وجعله خصباً ومنتجاً، وإنهم في أكثر العصور الإسلامية كانوا يملكون ناصية العلم والفكر والفلسفة. وإن الروح الفلسفية تتجلى في مراحل تاريخ الحركات الباطنية، بصورة واضحة، فمدوّنة العلوية، النصيرية والبابية والبهائية والإسماعيلية، شملت شتى فنون الفكر من تصنيف في الذين والعقيدة، وتأليف وأدبيات سياسية ، وإبداع في فنون الآداب، وإنشاء في المسائل الفلسفية النظرية والإجتماعية. وحينما يصبح في مقدور الجميع الوقوف على كل المعلومات المجردة من الهوى، وحينما يغدو الجميع أحراراً في تفكيرهمن لهم من الشجاعة والتدريب ما يجعلهم يتقبلون ما هو خير، وما هو شر، عندئذ يمكن أن تسود العالم العدالة الإجتماعية وتقوم مظاهر الحب والإخاء على أنقاض الكراهية والخصومة. وعندما انفصلت الدولة والحياة العامة عن الدين، أصبحت حرية العقيدة حقاً للفرد، فكان هذا ميلاد عالم جديد.