استعارت المدينة العربية كالعادة النمط السردي من الغرب بالتوازي مع استعاراتها التقنية واستهلاكها الإقتصادي، بعد أن انتقلت، أو هي في طور الإنتقال من عصر المدينة التقليدية المنكفئة على أعرافها وسننها وثقافتها المتوارثة، إلى طور المدينة الحديثة المتميزة بتنوعها ومرونة...
استعارت المدينة العربية كالعادة النمط السردي من الغرب بالتوازي مع استعاراتها التقنية واستهلاكها الإقتصادي، بعد أن انتقلت، أو هي في طور الإنتقال من عصر المدينة التقليدية المنكفئة على أعرافها وسننها وثقافتها المتوارثة، إلى طور المدينة الحديثة المتميزة بتنوعها ومرونة علائقها وانفتاحها وتحررها. بيد أن المدينة العربية رغم هذه الإستعارة صبغت روايتها بأصباغها المحلية، وعبّرت عن خصوصيتها، وعن معاناة أهلها، وعن مأزمها الإجتماعي والسياسي، وعن تطلعاتها وصبواتها. الكتاب الذي بين أيدينا والذي يتناول كثرة من الروايات المعبرة عن هذه الأحوال، لا يرقى إلى دراسة أكاديمية صارمة، إلا أنه لا يهبط إلى مستوى الذوق الشخصي والنظرة العجلى، بل هو يحافظ على الحد الأدنى من أصول النقد الروائي، ويحمل إلى الأصوات السردية اللبنانية، والأصوات العربية المكرّسة روائياً، أصواتاً أخرى شابة تتلمس تجاربها الأولى، وتنبئ بمواهب فذة.