محمد السرحي مثقف عربي ولد في فلسطين وهاجر ودرس في لبنان وانتقل إلى الخليج حيث عمل في التجارة. وقد اضناه الشوق إلى أرض فلسطين وهاله عدم وضوح الحجة السياسية العربية حول حق شعب فلسطين في أرضه. فعندما تطلب من عربي أو فلسطيني أن يقدم حجته بما يؤيد دعواه عن فلسطين تراه يقول بأن...
محمد السرحي مثقف عربي ولد في فلسطين وهاجر ودرس في لبنان وانتقل إلى الخليج حيث عمل في التجارة. وقد اضناه الشوق إلى أرض فلسطين وهاله عدم وضوح الحجة السياسية العربية حول حق شعب فلسطين في أرضه. فعندما تطلب من عربي أو فلسطيني أن يقدم حجته بما يؤيد دعواه عن فلسطين تراه يقول بأن فلسطين أرضنا أباً عن جد وأن اليهود اغتصبوها منا بدون حق، وأن هذا الكلام غير كافٍ لإقناع القارىء أو السياسي العالمي. الحجة المطلوبة يجب أن تخاطب العقلية العالمية التي قام اليهود ببنائها على مدى ألفي سنة منذ ترجمة التوراة السبعونية التي أدت إلى إقناع العالم بأن بني إسرائيل كانوا في فلسطين وأن مملكة داوود وسليمان كانتا في فلسطين. لقد عمل الكتّاب التوراتيون من يهود وأوروبيين وأميركيين على اقناع العالم بما ورد في التوراة المزورة حول وجود شعب إسرائيل والوعد الإلهي لهم بارض إسرائيل من النيل إلى الفرات ، واعتماداً على اقناع العالم بتلك الفرية عملوا على خلق وطن إسرائيل في فلسطين وهم يدركون تماماً أن فلسطين ليست أرض التوراة. وقد اقر علماؤهم بتلك الحقيقة بعد أكثر من مئة سنة من التنقيب في معظم أرض فلسطين حيث اعترفوا بأنهم لم يعثروا على أية مكتشفات تؤيد ادعاءاتهم. ويقول الكتّاب الإسرائيليون الآن بأن مرحلة إقناع العالم بأرض إسرائيل في فلسطين انتهت وأصبحت دولة إسرائيل حقيقة قائمة ولم يعد يعنيهم إثبات وجودهم القديم في فلسطين ولم يعد يخيفهم بأن تنكشف خديعتهم عن الوعد الإلهي. الآن هم يتقدمون إلى الأمام والعرب ضائعين منهكين. ماذا سيفعل العرب إزاء ذلك ؟؟؟ قد يكون هذا كتابي الأول والوحيد. فإن مهنتي ليست التأليف ولكنني أردت أن أشرك الآخرين بىرائي فقد تنفع في دفع فهم العرب لقضية فلسطين إلى مزيد من الوضوح. المطلوب توضيح وتوثيق تاريخ وجودنا في فلسطين دون اللجوء إلى التوراة وإلى مؤلفات الكتّاب التوراتيين. إنها مهمة صعبة مطروحة أمام الكتّاب والباحثين الفلسطينيين بالذات والعرب عامة. جلاء تاريخ الشعب الفلسطيني في فلسطين منذ البداية. وأشدد بأن يبوس ليست قدس فلسطين.