من الثنائيات ما هو متلازمٌ ويتعذَّر فصله، وهذه فطرةٌ فطر اللهُ الناس عليها، فهي في تلازمها كالجناحين للطير، لا يطير إلاَّ بهما معاً وإن راوح بينهما في طيرانه، ومن ثمَّ فإنًّ تلازُمهما كالجناحين للطائرة، وإنَّ راوح الطيَّار في محرِّكاتها.ولذا فإنَّ تلازُمها لا يعني حضورها...
من الثنائيات ما هو متلازمٌ ويتعذَّر فصله، وهذه فطرةٌ فطر اللهُ الناس عليها، فهي في تلازمها كالجناحين للطير، لا يطير إلاَّ بهما معاً وإن راوح بينهما في طيرانه، ومن ثمَّ فإنًّ تلازُمهما كالجناحين للطائرة، وإنَّ راوح الطيَّار في محرِّكاتها. ولذا فإنَّ تلازُمها لا يعني حضورها دائماً في وقت واحد، بل قد يطغى احد طرفي الثنائية على الآخر. وقد يدخل في طغيان أحدها على الآخر التركيب النفسي للفرد أو البُعد التربوي أو الإكتساب الثقافي أو البيئة الإجتماعية. وبعض هذه الثنائيات المتلازمة لا تنفع فيها تربية ولا ثقافة ولا البيئة الإجتماعية إلا بالحدّ منها، وليس بالضرورة بتغليب الحسن منها على السيء، وتلازمُها على أيِّ حال لا يعني تزامُنها. وفي موضوع الثنائيات المتناقضة أو المتضادَّة "غير المتقابلة" سواءٌ أكان هذا التناقُض أو التضادُّ طبيعيّاً أم كان مصطنعاً ومفتعلاً - يحتاج النقاشُ فيه إلى شيء من التفصيل في النظر إلى طبيعة الأشياء.