في ضوء الإهتمام بالإستشراق - من حيث الإنبهار به أو التصدي له أو محاولات الإلتفاف عليه - ظهرت فكرة قيام حركة مواجهة، تُعنى بالغرب الفكري ثقافة وفكراً وآداباً وعادات وتقاليد، مما حدا ببعض المفكرين الغرب من أمثال رودي بارت الألماني، والمسلمين من أمثال محمد رحبار، والعرب...
في ضوء الإهتمام بالإستشراق - من حيث الإنبهار به أو التصدي له أو محاولات الإلتفاف عليه - ظهرت فكرة قيام حركة مواجهة، تُعنى بالغرب الفكري ثقافة وفكراً وآداباً وعادات وتقاليد، مما حدا ببعض المفكرين الغرب من أمثال رودي بارت الألماني، والمسلمين من أمثال محمد رحبار، والعرب المعاصرين من أمثال سميح فرسون وحسن حنفي وأحمد الشيخ ومازن المطبّقاتي وغيرهم إلى أن يدعوا جميعاً وبأوقات متفاوتة إلى قيام علم الإستغراب. نبعت الدعوة إلى وجود مثل هذا العلم من الشعور بأن الساحة العربية العلمية والثقافية تكاد تخلو من معرفة ثقافات الأمم الأخرى معرفة موضوعية، لا متأثرة ولا مصادرة. وهذا الزعم يضعف المعرفة جاء نتيجة للتقصير في تتبّع النتاج الفكري العربي الإسلامي، الذي لم يخلُ في زمن من زمان ازدهاره من الحوار العلمي الثقافي مع الآخرين.