في هذا الكتاب تجتمع شخوص وأزمنةٌ بالرغم من أنها تمسُّ شخصاً واحداً وتقع في عمر إنسانٍ بل في بعض عمره، ومن هنا يجيءُ تميز هذه السيرةِ الذاتيةِ المثيرة والمؤثرة التي كتبها صاحبها بمداد كفاحه ونجاحه وإنطلاقه وتراجعه وفرحه وترحه وعزمه وحزمه وبداياته المتعسرة ومنعطفاتها...
في هذا الكتاب تجتمع شخوص وأزمنةٌ بالرغم من أنها تمسُّ شخصاً واحداً وتقع في عمر إنسانٍ بل في بعض عمره، ومن هنا يجيءُ تميز هذه السيرةِ الذاتيةِ المثيرة والمؤثرة التي كتبها صاحبها بمداد كفاحه ونجاحه وإنطلاقه وتراجعه وفرحه وترحه وعزمه وحزمه وبداياته المتعسرة ومنعطفاتها الصعبة والمتيسرة وإرتحالاته بين الخيمة والقرية والمدينة والتعليم البدائي والرسمي والحديث وتنقّله في أرض الله تعالى طلباً للعلم بين الأردن ومصر والعراق وأميركا وداخل ولاياتها وبين مؤسساتها الطبية وإستثماراته الخاصة وعمله الحكومي وما رافق ذلك من كدٍ وجهدٍ وألمٍ وأمل وفقدٍ ووجد وحياة شظفٍ ورغد وركضٍ وإسترخاء. إنه مجموعة كتبٍ لا كتاب يحكي عن الأمس بلغة الغد فتمتزجُ الجغرافيا بالتأريخ ويتأزر وعيُ مفاهيم الدين مع دراسة الظاهرة الإجتماعية وتنتثر المعلومات الطبية والعامة؛ فيشعر القارئ بدفءٍ الصحراء وقسوتها وحنان الأم وخوفها وصرامة الأب وحبه وقسوة المعلم ولينه وقرب الغريب وبعد القريب وإيحاءات المنافي والفيافي والرياض والغياض والعطاء والوفاء والإلتزام والإعتدال والتنوير والمحافظة والإنتماء للوطن وحب الآخر. إن كتاب طبيب من قلب البادية: ذكريات المستقبل للدكتور حرب بن عطا الهرفي البلوي يستحق الإحتفاء قراءةً وتبصراً حيث الضعف يلد القوة والعجز يخلق الإرادة والتحديات تعزز الطموحات عبر حكايات عفوية مباشرة يقرأها الكبير والصغير والعالم والمتعلم والجد والحفيد فيجد فيها الجميع متعةً ذاتية وإضافةً معرفيةً، وهو ما يجعلها قابلةً للرواية والتناقل كما للتمثل والإحتذاء. - د. إبراهيم بن عبد الرحمن التركي - مدير تحرير الجزيرة للشؤون الثقافية