في حقيقة عبد الناصر وموقفه من الوحدة والإشتراكية... وقضية فلسطينكنت واحداً ممن خدعوا بعبد الناصر، ورجوا الخير لشعبهم على يديه، لا أنكر ذلك، ولا أتهرب منه، وقد طالما أسهمت - كصحفي ومعلق سياسي في إذاعة دمشق - في دعم نظامه وإرهابه!...ولئن كان لي في خديعتي به، عذر المؤمن بقضية...
في حقيقة عبد الناصر وموقفه من الوحدة والإشتراكية... وقضية فلسطين كنت واحداً ممن خدعوا بعبد الناصر، ورجوا الخير لشعبهم على يديه، لا أنكر ذلك، ولا أتهرب منه، وقد طالما أسهمت - كصحفي ومعلق سياسي في إذاعة دمشق - في دعم نظامه وإرهابه!... ولئن كان لي في خديعتي به، عذر المؤمن بقضية أمته... فإن واجب المواطن اليوم ومسؤوليته، يفرضان علي أن أكشف ما أعرف، وأن أسهم في معركة شعبنا ضد محاولات تصفيته وإذلاله. وللكتاب هدف شخصي، هو أن أشعر فيما بيني وبين نفسي براحة الضمير، وأن أتخفف من وطأة الشعور بالذنب! وليس كالإعتراف الصادق، ما يطهر النفس ويريحها... ويخفف من عذابها... وأن يفتح عيون الناس على حقائق الديكتاتورية، فلا يخدعهم بعد اليوم عبد الناصر، ولا الطامحون بأن يلعبوا دوره... ذلك أن النظام الديكتاتوري الفردي، شر في أفضل حالاته، لا يأتي منه خير، ولا يجلب لشعبه إلا الخراب والدمار، ولا يخلف وراءه إلا الكارثة... وسوء السمعة... وسواء أكان على رأس مثل هذا النظام عبد الناصر، أم غير عبد الناصر... فالشر واحد فيه... والموقف منه لا يتبدل - أو يجب أن لا يتبدل - إذا أردنا السلامة...