تصطفي هذه الدراسة خمسة مؤثّرات رئيسة في مناحي التأثر والتأثير بين الثقافات، وتحاول بيان مدى تأثُّرها وتأثيرها؛ المؤثِّر الأول هو الحضارة، وانتقالها بين الشرق والغرب، بما في ذلك الإفادة من العلوم والعلماء، والمؤثِّر الثاني البعثات التعليمية الشرقية إلى الغرب، ومدى...
تصطفي هذه الدراسة خمسة مؤثّرات رئيسة في مناحي التأثر والتأثير بين الثقافات، وتحاول بيان مدى تأثُّرها وتأثيرها؛ المؤثِّر الأول هو الحضارة، وانتقالها بين الشرق والغرب، بما في ذلك الإفادة من العلوم والعلماء، والمؤثِّر الثاني البعثات التعليمية الشرقية إلى الغرب، ومدى تأثيرها على الغرب في ضوء النظر إلى تأثّرها به، والمؤثّر الثالث الوجود العمّالي الشرقي، وأثره في التنمية الغربية، ومدى تأثيره في المجتمع الغربي، والمؤثّر الرابع يتمثَّل في المسلمين من المواطنين الغربيين، ومدى توفيقهم بين ثقافتهم الغربية وانتمائهم للإسلام على افتراض أنّ هناك إشكالية حضارية بين هذين البُعدين، والمؤثِّر الخامس هو الاستشراق الأوروبي، واختلافه عن بقية الاستشراقات الأخرى؛ الفرنسي والبريطاني والإيطالي والبولندي والإسباني والروسي، ثمّ الأميركي وغيرها، ومدى تأثّر الاستشراق الألماني وتأثيره وديمومته. ويخلص الباحث إلى أنّ مسالة التأثر والتأثير بين الثقافات، بل الحضارات، مسألة حتمية، تفرضها العلاقات بين الأمم والشعوب، والأصل أنّ كلاًّ منها يُقدِّم للآخرين أفضل ما يملك، ويأخذ منهم أفضل ما يملكون.