إن المشترك العام الذي يشير إلى ما تواجهه أغلب الثورات، عادة، إن لم يكن كلها، من مراحل انتقالية تتسّم بالفوضى والانقسامات والفتن والحرب، وحروب التدخل، يُظهر كم كان وصف "الربيع العربي" لما حدث من ثورات عربية عام 2011 وصفاً لا علاقة له بمعرفة أو قراءة موضوعية، وإنما ذهب إلى وصف...
إن المشترك العام الذي يشير إلى ما تواجهه أغلب الثورات، عادة، إن لم يكن كلها، من مراحل انتقالية تتسّم بالفوضى والانقسامات والفتن والحرب، وحروب التدخل، يُظهر كم كان وصف "الربيع العربي" لما حدث من ثورات عربية عام 2011 وصفاً لا علاقة له بمعرفة أو قراءة موضوعية، وإنما ذهب إلى وصف وهمين متخيّل غير مطابق. فالثورة أية ثورة لا يمكن أن توصف بالربيع حتى من خلال "فنان سريالي"، وذلك حال الفترة الانتقالية. فالثورة شكل من أشكال الحرب، والثورة صراع يتولّد عنه مآسٍ وكوارث إنسانية، فكيف تكون ربيعاً. وكذلك الحال في مرحلتها الانتقالية. ولكن حين يسقط وصف الربيع عن الثورة لا ينبغي لأحدٍ أن يستخدم ذلك حجة لإسقاط صفة الثورة من حيث أتى، عن الثورة. هذا الكتاب يلقي الضوء على اشتراك بين الثورات عموماً، من خلال دراسة تجارب ست ثورات في العالم تمثل كل واحدة منها نمطاً ثورياً، للإسهام في تكوين وعي لفهم منطق الثورة، والحكم لها أو عليها. وقد نشرت أربع من هذه الدراسات عام 1971، وهي تجارب ثورات اليونان والفلبين والملايو وقبرص، ونشرت اثنتان عام 1976 وهما تجربة الثورة في فييتنام والثورة في كمبودية.