مع هذا الجزء الثاني من رؤاي التربوية نلتقي من جديد مع ما يدور في خلجي من أفكار ورؤى تربوية أحسبها ضرورية لممارسي هذه المهنة المقدسة.لكل إنسان في الحياة رؤيته الخاصة تجاه قضايا الحياة والناس، ولكل فرد موقفه وتناوله ما يراه أو يحدث أمامه من أعمال وإنجازات، وتصرفات، وتختلف رؤى...
مع هذا الجزء الثاني من رؤاي التربوية نلتقي من جديد مع ما يدور في خلجي من أفكار ورؤى تربوية أحسبها ضرورية لممارسي هذه المهنة المقدسة.
لكل إنسان في الحياة رؤيته الخاصة تجاه قضايا الحياة والناس، ولكل فرد موقفه وتناوله ما يراه أو يحدث أمامه من أعمال وإنجازات، وتصرفات، وتختلف رؤى الناس - كما سبق - نتيجة أسباب عدة منها:
-ثقافته التي تشكل مواقفه فيما يتصل بها من وجهات نظر مختلفة.
-تركيبه الفكري ما بين راسخ متأمل باحثٍ عن الحقيقة، وبين شطط تدفعه إليه نزعات فردية ومشاعر ذاتية.
-تربيته الإجتماعية الأخلاقية قد تجعله في موقف الفاهم لحقائق المراد من أعمال تخدم المجتمع وتُعلي الأخلاقيات، وقد يكون صاحب الرؤية غير ذلك؛ فيتهم غيره بالقصد السيّئ والمراد المنحرف، ظالماً أصحاب ذلك بظنه هذا.
بجانب ذلك كلّه هناك المصنع الأكبر والمورد الأهم، وهو التربية والتعليم؛ فهي في أول حياة المرء كرضاعته من الأم، يتغذى بما تقدمه له في مرحلة التعليم الأولى، ثم ينضج جسمه وسلوكه بما يمارسه في مراحل التعليم الأخرى.
هذا... وهناك قضايا كثيرة في الميدان التربوي، تتغير بها كل يوم وفق هذا التطور المتسارع في مجالات العلم نظرياتُ التربية، وتغير حياة المجتمعات التي تحيط بنا، بجانب الإتصال العالمي الذي لا يفتر ساعة عن التأثير والتأثر.
ولأننا مجتمع له سماته العقدية والسلوكية، وله القيم العليا التي يجب أن ترسم سلوك أهله ولقاءاتهم، وتحدد الخطوط العريضة المستقيمة للتربية والتعليم فيه، ولأني شرفت بالعمل في ميدان التربية منذ بدء حياتي العملية وحتى اليوم، خرجت بالكثير من التجارب، واستشرفت الكثير من الرؤى التربوية التي نحن في أمسِّ الحاجة إلى الأخذ بها.
وفي هذا الإصدار الذي أقدمه للقراء، وبعضه محاضرات، وحوار في ندوات، ومقالاتٌ صحفية، آمل أن يحقق القصد والخير من ورائه، بما فيه من رؤى تربوية، وهو تواصل مع ما جاء في الكتاب الأول لهذه الرؤى التربوية...