شارك هذا الكتاب
حوارات في المسارات المتعاكسة : تحولات المثقف اللبناني منذ ستينيات القرن العشرين
الكاتب: ثناء عطوي
(0.00)
الوصف
تحيل كلمة "تحوّل" على عمومية تفتقر إلى التحديد. والتحوّل هنا يقصد به السياق الأمني لولادة التجربة وصعودها وتراكمها، بل يُقصد به حصراً تغيير الآراء والأفكار. فالمثقف اللبناني لم يعرف استقراراً على حال، أسباب ليست أقل وضوحاً وإنما أقلّ إقناعاً أحياناً. جاء المثقفون في زمن...
تحيل كلمة "تحوّل" على عمومية تفتقر إلى التحديد. والتحوّل هنا يقصد به السياق الأمني لولادة التجربة وصعودها وتراكمها، بل يُقصد به حصراً تغيير الآراء والأفكار. فالمثقف اللبناني لم يعرف استقراراً على حال، أسباب ليست أقل وضوحاً وإنما أقلّ إقناعاً أحياناً. جاء المثقفون في زمن "التضخم" الإيديولوجي، والحروب المتناسلة، والتحوّلات البنيوية التي أنتجت صراعات إجتماعية وسياسية وثقافية، وهزائم وانقسامات، فاتخذ المثقف مسارات مختلفة، وفقاً لحساباته، ووفقاً لإرادة تمثيل من وماذا وكيف.
غادر الكثير من المثقفين مواقفهم المعارضة إلى ملاعب السلطة، أو الأحزاب أو المنظمات الثورية. انزلقوا إلى تموضعات وإلى عُصَب وجماعات. استدرجتهم محاولة اختبار فعالية الإنتماء إلى النظام الطائفي والكيانية اللبنانية وقضايا إقليمية عدة، وقدّم بعضهم المسألة الطائفية على قضايا الوطن، وقدم كل مثقف أطروحته على أنها "تطوّر"، أو "تراكم"، أو "صيرورة" أو "انكفاء" أو "ضرورات"، أملتها الحرب وظروف السلم، أو الهزائم والإنتصارات ، أو الذوبان في الكيان الحزبي الشامل.
هي تجارب مثقفين جدليين، مصحوبة بتساؤلات فرضتها ديناميات هذا التحوّل، وتفاعل المثقف مع الشكل الثقافي الجديد، في زمن التحوّلات الكبرى والتكنولوجيا المعاصرة والحداثة وما بعدها. هي حركة إنتقال وعبور ذات بُعد جماعي، تحققت عبر عملية البناء والإنهدام ثم الإنبناء من جديد، وحرّضت المثقف على الإستدارة، وعقد تفاهمات مع أنماط من الحكم والسلطة، لم تكن تمثّله أو كان في الخندق الضدّ، أو المواجهة معها.
نتحدث هنا عن شريحة، خرج معظمها من رحم الحركات القومية العربية والناصرية والبعثية واليسارية. كانت التيارات السياسية عبارة عن حركات مثقفين ومناضلين، عبروا مراحل زمنية خصبة، وصاغوا أفكارهم من منطلقات أممية وقومية وماركسية.
مثّلت القضايا التي ناضل المثقفون من أجلها، قاسماً مشتركاً ما بين مكوّنات اليسار عموماً. تقاسموا الأحداث، وتفاسموا الحلفاء والأعداء أيضاً. كانت التطلّعات واحدة: العدالة الإجتماعية، الوحدة العربية وتحرير فلسطين. وكانت الأهداف واحدة: مناهضة الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية. اختبروا زمن الناصرية وانهزامها، والقومية وتراجعها، وذلك بعد فشل تجربتين عربيتين للوحدة. عاشوا مرحلة ازدهار اليسار، وانتصروا للقضية الفلسطينية، واصطفوا إلى جانب الفدائيين. تبنّوا الثورة الإسلاميةالإيرانية، وبحثوا عن خلاصهم في الحرب الأهلية، ثم انقلبوا على حساباتهم وتمركزوا في أحزابهم، ليعودوا من ثمّ، وينفضّوا عنها ويتفرقوا؛ يميناً ويساراً، ديناً ومالاً، نفطاً وجهاداً ..
لا نسعى هنا إلى سرد سِير، بقدر ما هي محاولة لقراءة الظروف التاريخية التي تأثرت بها بُنية المجتمع اللبناني نفسه، وقراءة في فكر الإختلاف، في الثابت والمتغيّر، الذي حدد خاصية المثقف اللبناني وتموضعاته. هي محاولة لإجراء مراجعة نقدية لصورة المثقف، خصوصاً بعد تبدّل الخطاب، وشكل الصراع، وتقديس الرموز الثورية والسياسية والدينية، ومصادرة الحاكم أو الزعيم، لدور المثقف وافكاره، إما استغلالاً أو استلحاقاً أو تهميشاً أو قمعاً.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786144179703
سنة النشر: 2013
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 264
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 14x21

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون 2-5 أيام عمل

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين