إنّ قراءة غير سريعة لنصوص أمل ناصر، التي أتت مرسلة غير مقيدة بوزن أو قافية، ربما تجعلنا نقف حائرين، نسأل عن الخانة الأدبية التي يمكن أن نلقي فيها النصوص الآنفة، والخانات بين الشعر والنثر مضافاً لها المسافات، تقصر وتطول، ذلك أنّ التقسيم التقليدي للشعر والنثر ربما لا يجد...
إنّ قراءة غير سريعة لنصوص أمل ناصر، التي أتت مرسلة غير مقيدة بوزن أو قافية، ربما تجعلنا نقف حائرين، نسأل عن الخانة الأدبية التي يمكن أن نلقي فيها النصوص الآنفة، والخانات بين الشعر والنثر مضافاً لها المسافات، تقصر وتطول، ذلك أنّ التقسيم التقليدي للشعر والنثر ربما لا يجد اليوم مكاناً هاماً، فربّ نصٍ لا يلتزم البتة وزناً او قافية إلا أنّ الشعر يتراقص على ضفافه، ويرشح عطره من كلّ الجنابات، وربّ نصٍ لا يحيد قيد أنملةٍ عن بحور الخليل لا يتلمّس الذوق الأدبي أي طعمٍ لصورةٍ من صور الشعر.
وإذا كان لا بدّ من وضع نصوص أمل ناصر في خانة النثر أو الشعر وإذا كان لا بدّ من كلمة في هذا المضمار، فإن الكاتبة القادمة من عالم العلم والعقل، وهي المتخصصة بعلم الأحياء والكيمياء، إلى عالم الأدب والخيال، قد أبدعت وفاقت أحياناً أهل النظم.
إنّ أمل ناصر في "أعوام ولحظة" طرقت أبواب الأدب، ففتحت هذه أمام ناظريها مروجاً وبساتين، فقطفت ما يسّر لها إبداعها ومخيلتها وذوقها الفني، فكانت: أعوامٌ ولحظة.