"كان لا بد أن نشير إلى بعض التاريخ الفلسفي الإنساني لنتمكن أولاً من إعاده بناء قدرتنا على معرفة ما هو الجميل وما هو القبيح، وثانياً لنتعرف على أسس ومكونات بناء الحضارة الغربية، وأخيراً لنرى أوجه التشابه بيننا والحضارات الإنسانية الأخرى.نعتقد أن محاولة فهم ذلك ضرورية جداً...
"كان لا بد أن نشير إلى بعض التاريخ الفلسفي الإنساني لنتمكن أولاً من إعاده بناء قدرتنا على معرفة ما هو الجميل وما هو القبيح، وثانياً لنتعرف على أسس ومكونات بناء الحضارة الغربية، وأخيراً لنرى أوجه التشابه بيننا والحضارات الإنسانية الأخرى.
نعتقد أن محاولة فهم ذلك ضرورية جداً إذا أردنا التكامل مع العنصر البشري، خصوصاً ونحن بصدد مشروع سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين عن تقارب الحضارات وحوار الأديان، وكيف يتسنى لنا الحكم على الآخر دون فهمه فهماً صحيحاً؟.
لقد وجدنا أن الأسس والقيم التي بنى الغرب حضارته عليها (يشتكي المفكرون الغربيون من تلاشيها وغيابها الآن)، ومنها الإيمان، التفاؤل، الحرية، الهوية، العدل، الرأي العام والإنتماء، هي ذاتها الأسس والقيم التي بنيت عليها فلسفة النظام القبلي البدوي منذ وجوده قبل الإسلام وبعد الإسلام.
تلك القيم كما أسلفنا عالمية منذ الأزل، وهي التي بنيت عليها الوحدة الاجتماعية القبيلة، وبقيت متوارثة في المجتمع العربي البدوي الأصيل منذ أسلافه العرب في الجاهلية حيث مكارم الأخلاق التي كمّلها الإسلام، مروراً بعهد الصحابة في مكة والمدينة والذين استوعبوا الرسالة بفضل طباعهم التي تصلهم بالبدو، وانتهاء بالدولة الأموية التي حافظت على النظام القبلي وتمكنت من الوصول بتلك القيم السامية إلى أبعد مدى وصلته الدولة الإسلامية في تاريخها".