ثمة روح تهكمية تقف وراء كتابات العرفج، والتهكم يفعل فعله الايجابي التنويري، في مقاومة الجهود والكسل والبلادة، بقدر ما يكشف عن أنقاض الواقع، وتناقضات الأقوال، أو عن كوارث العقليات وفضائح الممارسات.ويخالط التهكم المعرفي عنده شيء من المرح، يخرج بالكتابة عن الجهامة والجدية...

ثمة روح تهكمية تقف وراء كتابات العرفج، والتهكم يفعل فعله الايجابي التنويري، في مقاومة الجهود والكسل والبلادة، بقدر ما يكشف عن أنقاض الواقع، وتناقضات الأقوال، أو عن كوارث العقليات وفضائح الممارسات.
ويخالط التهكم المعرفي عنده شيء من المرح، يخرج بالكتابة عن الجهامة والجدية الصارمة، ولم لا؟!.. فإذا كنا لا نقبض على الحقيقة بنصوصنا، ولن نستطيع بأفكارنا أن نقلب الأرض لنجعل عاليها سافلها، فأقلة أن نمارس الكتابة كلعبة جميلة، أو كحرفة تولد المتعة والفرح.. ويأتي أسلوب العرفج الذي يوسوس له شيطان الشعر لكي يضفي على كتابته الساخرة غوايتها ومجمالها، خاصة وأنه يتقن بموهبته وفنه صرف المخزون البلاغي للغة الضاد، وبيان العرب، لتوليد صيغ وتراكيب جديدة، موحية بشحناتها المجازية وأصدائها الدلالية، هذا ما نجد مثالاً عليه في مقالته، التي يتناول فيها بنقده اللاذع المسالة الثقافية على الساحة السعودية.
والكتابة عند العرفج لا تغرق في المجردات، بقدر ما تتعلق بتفاصيل الحياة، فالكاتب في النهاية يشهد على زمنه، بقدر ما يتدرج في واقعه المائل، ليحاول فهم حاضره الراهن، ةالأحرى أن تكون الكتابة كذلك، أي موصولة بوقائع الحياة ويومياتها، حتى لا تبتلغ القضايا الكبرى الوجود الحي والمعاش.
من الطبيعي أن يفكر العلافج بعقل نقدي، في عصر بات يولد المشكلات أكثر مما يقترح الحلول والمعجزات، فلا يجدي معرفة أو ثراء أو قوة أن نحصد ما نحصد من الكوارث، والانهيارات والإخفاقات، وأن نتشبث بنفس الآراء والقناعات أو أن نخشى على أنفسنا، ونشكو زمننا في ومواجهة التحولات والتقلبات.