الدكتور نديم البيطار، المفكر القومي البارز، أثرى المكتبة العربية بطائفة من كبريات الكتب التي عالج فيها الفكرة القومية بطريقة معمقة تعتمد العقل مرشداً، والعلم دليلاً ورائداً...وها هو في كتابه الجديد يطل علينا متحدثاً عن الحزب الثوري كظاهرة تاريخية برزت مع الثورة الفرنسية،...
الدكتور نديم البيطار، المفكر القومي البارز، أثرى المكتبة العربية بطائفة من كبريات الكتب التي عالج فيها الفكرة القومية بطريقة معمقة تعتمد العقل مرشداً، والعلم دليلاً ورائداً... وها هو في كتابه الجديد يطل علينا متحدثاً عن الحزب الثوري كظاهرة تاريخية برزت مع الثورة الفرنسية، وأخذت أبعادها المتشنجة مع الثورة الماركسية - اللينينية في روسيا، متطرقاً إلى عشرات الشروط المؤدية إلى قيام الحزب الثوري مشيراً إلى معنى كلمة ثوري أنها الدلالة على تحوّل يحدث بشكل جذري وأساسي، وبأن أشكالاً أخذت تزول أو يجب أن تزول، لأنها أصبحت مغايرة لحركة التاريخ التي أخذت تفرز تحوّلات جديدة تستدعي بنى أخرى تمثلها وتتجاوز بها البنى الموجودة. والحزب الثوري يعني ثورة مترابطة الجوانب تؤدي إلى خلق نظام إجتماعي سياسي إيديولوجي جديد. والحزب الثوري لا يأتي من فراغ أو من رغبات ذاتية، لكنه وليد تحوّل إجتماعي إيديولوجي تاريخي ينزع الشرعية عن النظام القائم. وهذا الحزب يحتاج كي يكون حقاً، إلى الجماهير كقاعدة شعبية، كما أنه يحتاج إلى الإنتيليجنسيا ككادر ثوري وكأداة للوعي، فإن اتحاد الاثنين يكون ضرورة لتكوينه. والحزب الثوري يشكل أداة لحاجة تشعر بها الجماعات المتذررة إلى الخروج من شعور يلازمها بالفراغ، وهو في الوقت نفسه أداة للتغلب على شعور قوي بالعزلة والضجر. والفرد المتذرر يتجه إلى الحزب الثوري في المجتمع المتذرر، المعقّد التركيب، كي يجد طريقه إلى جواب عن تساؤله: مَن أنا؟. أما هدف الحزب الثوري - كل حزب ثوري هو إستلام السلطة لإحداث التغيير الجذري في المجتمع... والعنف دائماً يرافق الثورة، ولا يمكن أن تكون هناك ثورات، والقوة يجب أن تستخدم في العملية الثورية للإطاحة بالنظام الذي تريد إسقاطه. أما كيف يحافظ الحزب على نقائه الثوري بعد إستيلائه على السلطة، فهو موضوع احتلّ من الكتاب عشرات الصفحات.