حين كنا، عاصي وأنا، غارقَين في التأليف، شعراًً وموسيقى ومسرحاً، كنا ندوِّن أفكاراً مسكوبةً في جمال، ولم نكن نَحدُسُ دوماً أو كلياً بما سيكون لها من تأثير على الناس، مع أن همومنا كانت تذهب لملاقاة الناس.والدراسات التي صدرت حتى اليوم عن الأخوين رحباني، مسرحهما أو شعرهما أو...
حين كنا، عاصي وأنا، غارقَين في التأليف، شعراًً وموسيقى ومسرحاً، كنا ندوِّن أفكاراً مسكوبةً في جمال، ولم نكن نَحدُسُ دوماً أو كلياً بما سيكون لها من تأثير على الناس، مع أن همومنا كانت تذهب لملاقاة الناس.
والدراسات التي صدرت حتى اليوم عن الأخوين رحباني، مسرحهما أو شعرهما أو موسيقاهما، تشير-في ما تشير-إلى علامة لافتة توحِّد بينها جميعاً: الصدق في الأداء الرحباني.
الدكتور مفيد مسُّوح، الذي لم يسعدني اللقاء به بعد، حقَّق في هذا السفْر الموسوعي ما قد يكون في لا وعينا، عاصي وأنا، حين كنا نكتب ونكتب ونكتب غير ملتفتَين إلى الشَّذا الذي سيتناثر حولنا من تلك الكتابات.
مفيد مسُّوح لَملَم هذا الشَّذا. في دقَّة عجيبةِ الصَّبر لَملَمَه. بإخلاص عالٍ وحبٍّ كثيرٍ لَملَمه، حتى ليعود إلينا اليوم، من هذه المسرحيات كما أعاد عرضَها على الورق، واضحة الجمال، متقنة الجماليا في الأداء.
مع مفيد مسُّوح أعدت قراءة الأعمال الرحبانية بعينَي القارىء لا المؤلف، فإذا بها على قلم هذا الباحث الأمين إضافةٌ عاليةٌ راقيةٌ إلى الرسالة الرحبانية التي كم كنا، عاصي وأنا، نحلم أن تَبلغَ الناس كما أردناها لهم.
مفيد مسُّوح أوصل الرسالة في أمانة.
يَسلَمُ قلمه النَّضِر".
منصور الرحباني