هل يستطيع أحد فينا –مهما ادعى الموضوعية- أن يكون ذا رأس "مربع" طوله كعرضه وارتفاعه، ومحيطه معروف، ومساحته ثابتة.. ويرنو نحو الجهات "الأربع"؟دائريون نحن.. ودائرية رؤوسنا.. تدور مع التيار، وتختلف حسب التوجهات (وأحياناً التوجيهات)، ووعينا من بعض بني أبينا أن ما أحل في زمن حرم في...
هل يستطيع أحد فينا –مهما ادعى الموضوعية- أن يكون ذا رأس "مربع" طوله كعرضه وارتفاعه، ومحيطه معروف، ومساحته ثابتة.. ويرنو نحو الجهات "الأربع"؟
دائريون نحن.. ودائرية رؤوسنا.. تدور مع التيار، وتختلف حسب التوجهات (وأحياناً التوجيهات)، ووعينا من بعض بني أبينا أن ما أحل في زمن حرم في مكان أحل في مكان مشابه، ولكل تأويله وتدليله وتعليله!
وفي مثل هذا التميع "البشري" (وهو –حيناً- علامة تطور ذهبي ومعرفي) يصعب العثور على "مصطلح" ثابت بفهم محدد! ولعل من أهم معطيات عصر "ما بعد الحداثة" هدم "الأسوار"، وفتح "الأطر" وإلغاء "الحصار".. ولكن.. أين نحن منه؟
يجمع هذه "الرؤى" "إشفاق" و"انعتاق".. فقد أوشكت محطة "أيلول" أن تصبح محطتنا الأخيرة، وربما الأثيرة، فقد وجدنا فيها إجابات عن أسئلة "التيه"، واختصرنا –في زواياها- إشكالات "المعرفة" وشروط "التمويه"!
هكذا بدا الانكسار "المبرمج" أشبه بالانتصار "المؤدلج" الذي جعل الصراع الأوحد يتحول إلى صراعات، وإذا الطيف الواحد يشع طوائف وإشارات، فيبدو الاختلاف خلافات، ونفهم التعددية عبر التناقضات!
قد يجيء هذا الكتاب سعياً –ضمن مسارات- لإعطاء هذه المحطة وساكنيها مسمى آخر ينقلها من نقطة توقف إلى مركز عبور..! كما فيه دعوة للاختلاف دون الخلاف، وللتعددية من أجل الائتلاف، وللمواجهة بديلاً عن المناورة والمداراة...