مرة جديدة، يطل علينا المفكر القومي الثوري الدكتور نديم البيطار في كتابه هذا، يعالج فيه موضوعاً من أخطر المواضيع التي يحتاجها الثوري إدراكاً ووعياً حتى تكون دليله في مسيرته الثورية الوحدوية. ويقدم الكتاب مثلاً آخر على سقوط الإنتلجنسيا العربية، بسبب عقليتها التبشيرية التي...
مرة جديدة، يطل علينا المفكر القومي الثوري الدكتور نديم البيطار في كتابه هذا، يعالج فيه موضوعاً من أخطر المواضيع التي يحتاجها الثوري إدراكاً ووعياً حتى تكون دليله في مسيرته الثورية الوحدوية. ويقدم الكتاب مثلاً آخر على سقوط الإنتلجنسيا العربية، بسبب عقليتها التبشيرية التي تتجاهل تماماً الواقع الموضوعي، فتهمل دراسته ووعيه، غير مستفيدة من تجارب الحركات الثورية الوحدوية عبر التاريخ، معتقدة أنها القادرة بقواها الذاتية، على تحقيق النجاح، في حين أن تاريخها لم يكن سوى تاريخ الهزائم التي اقترنت باسمها وما زالت الأمة تحصد نتائجها المريرة.
ويركز المؤلف على اليسار التبشيري الذي "يتمرد على بعض الأمور دون الأخرى" يركز على ناحية دون أن يربطها بالجوانب الأخرى، فينطلق من مجموعة من الشعارات وليس من وعي ديالكتيكي للمرحلة التي يمر بها كمجموعة مترابطة. في حين أن النظرية الثورية العلمية التي تعبر عن اليسار الثوري يجب أن تكون جامعة شاملة متكاملة. ويدعم المؤلف نظريته بمزيد من الشواهد الثورية التاريخية، ويرى أن مقتل الحركات الثورية هو التناقض بين المثل والواقع أي بين النظرية والممارسة، فتقول: "إن كان عندنا نظرية ولكننا نثرثر حولها، نضعها على ارف ولا نمارسها، فإن هذه النظرية تصبح، مهما كانت جيدة، دون معنى".