كثيرة هي الكتابات السياسية، وكثيرة أيضاً تلك الكتابات التي تدعي العلم بالسياسة، سواءاً حملت عنوان علم السياسة أو علم الاجتماع السياسي أم لم تحمل. وتضمر هذه الكثرة التسليم الضخمي، وأحياناً المعلن، بوجود علم للسياسة تحدد نشأته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ويعرف...
كثيرة هي الكتابات السياسية، وكثيرة أيضاً تلك الكتابات التي تدعي العلم بالسياسة، سواءاً حملت عنوان علم السياسة أو علم الاجتماع السياسي أم لم تحمل. وتضمر هذه الكثرة التسليم الضخمي، وأحياناً المعلن، بوجود علم للسياسة تحدد نشأته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ويعرف موضوعه (أو موضوعاته) ومنهجه (أو مناهجه) منذ ذلك الحين والسؤال الذي يطرحه هذا البحث: هل يشكل التفكر في السياسة علماً بها؟ ويضمر هذا السؤال أسئلة تهز السائد في الكتابة السياسية: ما هو العلم؟ ما هي السياسة؟ وهل التفكر في السياسة علم منذ تأسيس جمعيات وإطلاق كتاب اسم العلم السياسي على ما كتبوا أو منذ إدخال مادتها في البرامج الجامعية؟ وهل التفكر في السياسة قبل هذا التاريخ لم يكن علماً؟ وبناء على الأسئلة المطروحة والفرضيات الموضوعة من البحث باتجاه معالجة الموضوع تبعاً للمحاور الآتية: 1-نشأة الظاهرة السياسية. 2-مفهوم العلم. 3-تطور العلم بالسياسة. 4-علم السياسة ومقترباتها. وقد كانت خلاصات البحث، كما محاوره محاولة اختراق المألوف باتجاه فهم أكثر مواءمة للظواهر السياسية وأكثر اقتراباً لاكتشاف حراكها.