لم تكن ثورة يوليو-تموز 1952 في مصر من تلك الثورات الدموية الوحشية، بل كانت ثورة بيضاء "من غير سوء" ولم يكن جمال عبد الناصر مجرد رئيس عادي مثل سواه، بل كان -كما قال عنه محمد مهدي الجوهري "أمة تجسدت في فرد"، ومن هنا تجلى الإحساس الحاد بالفجيعة وبالفقد منذ غيابه الجسدي مساء 28 سبتمبر...
لم تكن ثورة يوليو-تموز 1952 في مصر من تلك الثورات الدموية الوحشية، بل كانت ثورة بيضاء "من غير سوء" ولم يكن جمال عبد الناصر مجرد رئيس عادي مثل سواه، بل كان -كما قال عنه محمد مهدي الجوهري "أمة تجسدت في فرد"، ومن هنا تجلى الإحساس الحاد بالفجيعة وبالفقد منذ غيابه الجسدي مساء 28 سبتمبر أيلول 1970 حيث رثاه شعراؤنا العرب بكل صدق، ووصفه محمود درويش بأنه "الرجل ذو الظل الأخضر" بينما تنبأ أحمد ع. حجازي بما جرى منذ غيابه "أيامنا قادمات... وسوف نبكي طويلاً" وقد جمع الشاعر حسن توفيق في هذا الكتاب مائة قصيدة لثلاثة وتسعين شاعراً عربياً ممن أحسوا بالفجيعة والفقد بعد غياب الزعيم العربي الخالد، وكتب مقدمة مطولة بعنوان "جمال... الثورة-الجمرة... والخضرة" تساءل خلالها عما إذا كانت ثورة عبد الناصر ما تزال مستمرة، وأجاب على تساؤله، لكنه طرح تساؤلات عديدة وترك للقارئ مهمة أن يجيب عليها بنفسه.