-أولاً: إن تجربة الريفيين في المدن الإيرانية نزعت نحو توسيع الإطار الريفي في المدن، فدفعت تقاليد الأسر والعائلات الممتدة، والمحافظة في مجال المرأة إلى تحصين الأسرة من التفكك الذي أصاب العائلة في الغرب.ثانياً: لعب الدين درواً مستقطباً على صعيد التجمعات في الضواحي المكتظة....
-أولاً: إن تجربة الريفيين في المدن الإيرانية نزعت نحو توسيع الإطار الريفي في المدن، فدفعت تقاليد الأسر والعائلات الممتدة، والمحافظة في مجال المرأة إلى تحصين الأسرة من التفكك الذي أصاب العائلة في الغرب. ثانياً: لعب الدين درواً مستقطباً على صعيد التجمعات في الضواحي المكتظة. وبسبب من الفاقة والعوز أصبح المسجد ملاذاً وملجأً يلتقي فيه الرجال بعد يوم حافل بالعمل المضني. لذا كان الجامع بمثابة الحانة في الغرب، والوعي المشترك لزوار المسجد لا بد أن يختلف بطبيعة دور كل منهما عن الوعي الذي كان يتداوله الأوروبيون في الحانة. بالعودة إلى مرحلة سابقة من حكم الشاه في إيران. نجد أن الشاه عمل على تشجيع ثقافة الحانة. ففي هذا الاتجاه وحده كان يكمن النشاط الإنساني الذي احتاجت إليه عقلية السوق الرأسمالية المتوسعة باستمرار. لذا كان رد الفعل قوياً وفورياً بعد نجاح الثورة الإسلامية. فأول عمل قامت به هذه الحكومة هو إغلاق الحانة حيث استرد المسجد دوره المركزي. غير أن السؤال الذي يبقى في حوزتنا: "ومن هنا إلى أين؟".