مجال الحقيقة التي تكتب عنها ربى، صعب، معقّد، شائك، بطبيعته؛ وكيف لا يكون كذلك، وهو تلك السنوات الصعبة التي فتكت بلبنان منذ منتصف سبعينات القرن العشرين؛ فسماها بعض القوم حرباً أهلية، ورأى فيها بعض آخر حرباً للآخرين على أرض لبنان وبدماء أبنائه.عرضت ربى للناس لبنان، على...
مجال الحقيقة التي تكتب عنها ربى، صعب، معقّد، شائك، بطبيعته؛ وكيف لا يكون كذلك، وهو تلك السنوات الصعبة التي فتكت بلبنان منذ منتصف سبعينات القرن العشرين؛ فسماها بعض القوم حرباً أهلية، ورأى فيها بعض آخر حرباً للآخرين على أرض لبنان وبدماء أبنائه.
عرضت ربى للناس لبنان، على اختلاف مطارحهم الجغرافية، وعلى تنوع توزعاتهم الدمغرافية، وفي واقعية ميولهم السياسية، وفي كل مجالات تجليهم الوجودي.
هؤلاء اللبنانيون، على كل ما يحيط بهم من مظاهر اختلاف وسعي نحو التباين والتمايز، هم، في عمق وجودهم ناس، وفي عمق إنسانيتهم متوحدون في المشاعر والطموحات والمعاناة، لا لشيء إلاَّ لأن الإنسان الحقيقي هو واحد في أعماق إنسانيته مع كل الآخرين، إذا ما استطاع الوصول إلى هذه الأعماق، أو الحساس بها، أو إذا وجد من يقوده إليها.