يحاول جورجي كنعان في كتابه هذا "بثور في جلد التاريخ" إلقاء الضوء على ما جاء في كتاب "التوراة جاءت من جزيرة العرب" للدكتور كمال الصليبي لأنه يرى أن ما جاء في هذا الكتاب من سقطات وهذا يمثل شأناً خطيراً وخاصة لأنه لأحد مشاهير المؤرخين، لذا فقد سعى جورجي كنعان في هذا الكتاب إلى...
يحاول جورجي كنعان في كتابه هذا "بثور في جلد التاريخ" إلقاء الضوء على ما جاء في كتاب "التوراة جاءت من جزيرة العرب" للدكتور كمال الصليبي لأنه يرى أن ما جاء في هذا الكتاب من سقطات وهذا يمثل شأناً خطيراً وخاصة لأنه لأحد مشاهير المؤرخين، لذا فقد سعى جورجي كنعان في هذا الكتاب إلى تفنيد ما جاء فيه من أغلاط أهمها ما ذهب إليه د.صليبي في أن البيئة التاريخية للتوارة لم تكن في فلسطين، بل في غرب الجزيرة العربية بمحاذاة البحر الأحمر وتحديداً في بلاد السراة بين الطائف ومشارف اليمن. حيث يؤكد الدكتور صليبي أنه كان لبني إسرائيل، بين القرن الحادي عشر والقرن السادس عشر ق.م ملك في بلاد السراة (أي في جنوب الحجاز وفي المنطقة المعروفة اليوم بعسير) ويؤكد إلى جانب ذلك بأن الأكثرية الساحقة من أسماء الأماكن التوراتية ما زالت موجودة إلى اليوم بشكل أو بآخر في غرب شبه الجزيرة العربية. وفي ذلك ما يثبت صحتها. يحاول جورجي كنعان تفنيد النظريات التي ذهب إليها د.صليبي وتبناها بكونه مؤرخاً، لذا كان لا بد له من إلقاء الضوء على هذه الأرض (فلسطين) تاريخ ومجتمعات ومعتقدات للتمكن من التعرف على معادلة المؤرخ في موضوع التاريخ، وخلاصتها اقتلاع أرض فلسطين بمظاهرها الطبيعية وجذورها التاريخية والحضارية، من ساحل البحر التوسط الشرقي، ونقلها في عملية جبرية قاهرة إلى ساحل البحر الأحمر الشرقي.