"قصدت مدينتي طرابلس فور أن خمدت نار ثورة 1958، وأقف الآن أمام شجرة الكينا الهرمة المنسية على عتبة البساتين التي عرفتها صبياً. وأتخيل "شيخاً" جلس في فيئها وكان يدخن "التتن"، ومثلها ينتظر موعد الرحيل، باغتني وجوده، دعاني لأرتاح بجانبه. اقتربت منه بلا تردد. قال مشيراً إلى يدي: "أفهم...
"قصدت مدينتي طرابلس فور أن خمدت نار ثورة 1958، وأقف الآن أمام شجرة الكينا الهرمة المنسية على عتبة البساتين التي عرفتها صبياً. وأتخيل "شيخاً" جلس في فيئها وكان يدخن "التتن"، ومثلها ينتظر موعد الرحيل، باغتني وجوده، دعاني لأرتاح بجانبه. اقتربت منه بلا تردد. قال مشيراً إلى يدي: "أفهم من هذه "النقيفة" أنك صايد، ولكن لا أرى صيداً والطيور كثر.. كل حصاة تطلقها من "نقيفتك" تعلن حرباً.. تضيف حرباً أخرى إلى ملايين المعارك المشتعلة. من لا يقدس ترانيم الحياة ويحترم أجناس وألوان طيورها ومخلوقاتها فهو ليس من صفاء الينبوع. حصن نفسك من لعبة القتل".