من الضروري أن نعرف كيف نحفز الأطفال وندعهم خلال مراحل دراستهم؛ إن التربية والتعليم ليسا مجرد مسألة ذاكرة وحفظ، بل يجب أن يشملا عملية نشطة، يجرب فيها التلاميذ، ويكتشفون، ويبدعون. وتشكل علاقة التلميذ بالعلم أكثر المصادر أهمية في هذه العملية، بخاصة عندما تدعم هذه العلاقة...

من الضروري أن نعرف كيف نحفز الأطفال وندعهم خلال مراحل دراستهم؛ إن التربية والتعليم ليسا مجرد مسألة ذاكرة وحفظ، بل يجب أن يشملا عملية نشطة، يجرب فيها التلاميذ، ويكتشفون، ويبدعون. وتشكل علاقة التلميذ بالعلم أكثر المصادر أهمية في هذه العملية، بخاصة عندما تدعم هذه العلاقة الأطفال الذين يعانون مشكلات في التعلم أو التكييف في المدرسة ناتجة عن الحرب والنزاعات الاجتماعية والمشاكل الاقتصادية أو الأسرية.
من أجل إيجاد عملية تربوية ناجحة يقطف التلميذ ثمارها في مراحل دراسته يأتي هذا الدليل الذي يركز على أهمية العلاقة بين المعلم والتلميذ، منبهاً إلى تأثير النزاعات والعنف والظروف الصعبة على الأطفال ومشيراً إلى كيفية دعم الأطفال والمراهقين. وقد أعدّ من هذا الدليل، في الأصل، دائرة التربية الخاصة في وزارة التربية في موزامبيق لاستعماله في برنامجها الخاص بمساعدة الأطفال المتأثرين بالحرب. قدّم البرنامج في كانون الثاني/يناير 1988 في حلقات نقاش عقدت في كل المقاطعات في البلاد، وعلى مدار سنتين.
ويحتوي هذا الدليل على مواد وأفكار ظهرت أهميتها للمعلمين تباعاً وقد نشرت عام 1990. ويمكن تحديد أهدافه على الشكل التالي: نقل معلومات مفيدة للمعلم بحيث يستطيع أن يفهم أو يدرك تأثير الحرب والنزاع الاجتماعي على نمو ومشاعر الأطفال. إظهار أهمّية العلاقة بين المعلم والتلميذ. اقتراح طرق الدعم وأساليب يمكن استعمالها في المدرسة، والأسرة، والمجتمع المحلي لمساعدة التلاميذ في التغلب على أنواع المشاكل أو الصعوبات كافة.
وقد غطت المواضيع التي عالجها الدليل أقسامه التسعة. في القسم الأول تطور الأطفال الطبيعي إنماءهم. وناقش في القسم الثاني تأثير الحرب على المعلمين، وغطى القسم الثالث تأثير الحرب والأوضاع الصعبة الأخرى على الأطفال. أما القسم الرابع فقد عالج الأشكال الممكنة من الدعم وإعادة التأهيل في المدرسة. وعالجت الأقسام الخامس والسادس والسابع علاقة التلميذ بالمعلم والأنشطة الإبداعية وعلاقة الأسرة، المعلم، المجتمع المحلي. وقد كانت هناك معالجة خاصة في القسم الثامن للأولاد والمقاتلين. وبما أن الحرب تسبب في كوارث اجتماعية لأنها تجلب الموت والانفصال للعائلات،وينتج عن ذلك عدد كبير من الأطفال الأيتام أو الوحيدين لذا فقد اهتم القسم التاسع بهذه المشكلة من خلال معالجته تأثير الانفصال والموت على الأطفال وطرق دعمهم أو مساعدتهم.
هذا وإن هذا الدليل يقترح طرقاً متعددة لمساعدة الأطفال في الظروف الصعبة. أما تطبيق هذه الاقتراحات فيعتمد على الظروف المحددة في المكان المحدد. والأمثلة الموجودة في الدليل هي حالات حقيقية جمعت في الأصل من مناطق مختلفة (ولكن معظمها يشبه الحالات الموجودة في كل مناطق النزاعات والحروب. وقد أدخل عليها، كنماذج، تعديلات بسيطة تقربها من الأهل والمعلمين وهي تظهر كيف يحاول المعلمون مساعدة الأطفال. لا يحاول الدليل تقديم علاج واحد لجميع المشاكل فمن المهم أن تتم معالجة مشاكل كل طفل بطريقة مرنة بالاعتماد على القدرات والقول على العمل بحسب الظرف المحدد.