تعد نظرة سعادة إلى الإنسان والقيم والتطور الإنساني، الأساس الفلسفي الذي بنى عليه "سعادة" تعاليمه القومية الاجتماعية، بالقدر نفسه الذي يعدّ فيه مؤلفه "نشوء الأمم" الأساس العلمي الذي بنى عليه نظرته الفلسفية من هنا كان التعرف إلى الفلسفة الروحية ومفهوم الإنسان-المجتمع...

تعد نظرة سعادة إلى الإنسان والقيم والتطور الإنساني، الأساس الفلسفي الذي بنى عليه "سعادة" تعاليمه القومية الاجتماعية، بالقدر نفسه الذي يعدّ فيه مؤلفه "نشوء الأمم" الأساس العلمي الذي بنى عليه نظرته الفلسفية من هنا كان التعرف إلى الفلسفة الروحية ومفهوم الإنسان-المجتمع مشروطاً بدراسة "نشوء الأمم" لارتباط هذه الفلسفة وهذا المفهوم بالتحليل العلمي الوارد فيه نشوءاً وتطوراً.
لقد قام عدم فهم البعض هذه الحقيقة إلى اعتبارهم فلسفة سعاده المدرحية إنها هي التعاليم القومية الاجتماعية، وليس أن هذه التعاليم قائمة وصادرة عن فلسفة سعادة ونظرته إلى الحياة والكون، مما أوصل في النهاية إلى تجريد التعاليم من أساسها الفلسفي وتجريد فلسفة سعادة من أساسها العلمي، كما قاد نفراً آخر إلى الحديث عن "الجمال المدرحي" و"الموت المدرحي" و"الحب المدرحي" إلى آخر هذا القدر من التهافت والابتذال.
من هنا برزت للكاتب فكرة هذا الكتاب الذي تناول فيه جوانب خطيرة من فكر سعادة كالشأن القومي الاجتماعي والشأن الفلسفي لحرصه على فكر سعادة من أن يتناوله التحريف والتأويل، ويصبح عرضة للعبث به، وهذا يضع بدوره الحركة القومية الاجتماعية وأسسها وأهدافها في مهب رياح التهافت وتضارب التأويلات، وهذا خطر جسيم يحتم المخاطرة لرفع الخطر عنها والتصدي لوقف الغموض والانحراف لذا كان لا بد من فهم فلسفة الحركة لإدراك كيفية معالجة الأمور.