أدولف هتلر هو واحد من العظماء القلائل الذين كادوا يوقفون سير التاريخ ويبدلون اتجاهه ويغيرون شكل العالم. ولئن يكن هتلر الجندي الذي لم يخلف وراءه سوى أسطورة يشوبها واقع هو المأساة بعينها: مأساة دولة انهارت أحلامها ونظام حكم تقوضت دعائمه وحزب تغرق أركانه أيدي سبأ، فهتلر رجل...
أدولف هتلر هو واحد من العظماء القلائل الذين كادوا يوقفون سير التاريخ ويبدلون اتجاهه ويغيرون شكل العالم. ولئن يكن هتلر الجندي الذي لم يخلف وراءه سوى أسطورة يشوبها واقع هو المأساة بعينها: مأساة دولة انهارت أحلامها ونظام حكم تقوضت دعائمه وحزب تغرق أركانه أيدي سبأ، فهتلر رجل العقيدة قد خلف تراثاً فكرياً هيهات أن يبلى، وهذا التراث الفكري يشمل السياسة والاجتماع والعلم والفن والحرب كعلم وفن.
ففي كتابه "كفاحي" الذي نقلب صفحاته تحدّث عن كل شيء يخصّ الاشتراكية التي بشّر بها. بسط معالمها على هذه الصفحات وشرح مبادئها في خطبه قبل تسلمه زمام الحكم، وفي غضون الأعوام الثلاثة عشرة التي قضاها على رأس الأمة الألمانية. وهذه الترجمة للكتاب "كفاحي" يضعها المترجم بين يدي القارئ لم يسبق أن قدمت إلى الناطقين بالضاد بأمانة، لأنها مأخوذة من النسخة الأصلية للمؤلف أدولف هتلر، أي النسخة التي لم تمتد إليها يد الرقابة بالحذف والتعديل.
وقد حرص المترجم على نقل آراء هتلر ونظرياته في القومية وأنظمة الحكم والأعراق دون أدنى تصرف؛ لأن هذه القضايا لا تبلى جدّيتها على مرور الزمن.