ولد الأمير عادل أرسلان عام 1887 في الشويفات في لبنان، فكان رابع ثلاثة أخوه الأمير نسيب والأمير شكيب والأمير حسن أبناء الأمير حمود بن حسن أرسلان وقد مات الأمير عادل عام 1954 في بيروت وتميزت الفترة التي عاشها بظاهرة انحلال المجتمع التقليدي ودخول العالم العربي في أزمة حادة تشمل...

ولد الأمير عادل أرسلان عام 1887 في الشويفات في لبنان، فكان رابع ثلاثة أخوه الأمير نسيب والأمير شكيب والأمير حسن أبناء الأمير حمود بن حسن أرسلان وقد مات الأمير عادل عام 1954 في بيروت وتميزت الفترة التي عاشها بظاهرة انحلال المجتمع التقليدي ودخول العالم العربي في أزمة حادة تشمل مختلف العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية، نشأ الأمير عادل في جو الشعور بالخطر على الوجود والتراث.
عين نائباً في مجلس المبعوثان العثماني فكان أصغر النواب سنأً. وحل الجمعية القحطانية فترسخت فكرة القومية العربية في قلبه، والتحق عام 1919 بالأمير فيصل بدمشق فجعله سكرتيره الخاص. وبعد معركة ميسلون التي سقطت فيها دمشق في يد الفرنسيين حكم عليه بالإعدام غيابياً عام 1920 فرجع من أوروبا وجعله الأمير عبد الله رئيساً لديوانه ومستشاره حتى وقع الخلاف بينهما فأبعد إلى الحجاز ومنها انتقل إلى القاهرة عام 1924 فبدأت مرحلة جديدة في حياته فالتحق بالثورة السورية وتولى قيادة إقليم البلان وظهرت شجاعته في القتال ملقب بأمير السيف والقلم.
وفي هذا الكتاب الذي يقع في ثلاثة أجزاء يقدم المحقق مذكرات الأمير عادل أرسلان، الجزء الأول خ صصه للسنوات 1934-1945، والجزء الثاني للمذكرات من سنة 1946-1950، أما الجزء الثالث فيتضمن مذكرات الأمير من سنة 1951 وحتى عام 1953. وفيها يسجل الأمير عادل الأحداث التي عاصرها والتي مرت بها المنطقة العربية، كما يكشف فيها الكثير مما كان طي النسيان لو لم تقدر لهذه المذكرات أن تنشر. وتعد مذكرات الأمير عادل ذات قيمة قصوى لأن صاحبها قد رافق صانعي هذه الأحداث كما أنه يعد أيضاً أحد صانعي الأحداث أو المؤثرين فيهأ، وتتضح من خلالها علاقته برجالات العصر، إضافة إلى بلاغته وبراعته الأدبية.
وقد أضاف المحقق لهذه الأجزاء كتاباً رابعأً استدرك فيه ما لم تتضمنه ال<زاء الثالثة فجعله خاصاً بمذكرات العام 1948، وهو العام الذي وئدت فيه فلسطين أثر مناورات استعمارية غربية ماكرة، ويسجل الأمير عادل في هذه المذكرات بأمانة ودقة ووعي الأحداث الجسام والمصيرية التي وقعت على المسرح العربي والعالمي يوماً بعد يوم وبالتالي هي على العموم من أهم المراجع الموثوق بها للتأكد من التسلسل الزمني لهذه التطورات.