-
/ عربي / USD
أكثر الباحثون من الحديث عن الثنائيات في الأدب والشعر والدراسات اللسانية وحاول البعضُ تطبيقها على النص القرآني بالمرور عليها كونه امتاز بوجود ثنائيات كثيرة وقد حرص الباحثون على تناول الثنائيات في القرآن الكريم من الجانب البياني والبلاغي والتضاد اللفظي واللغوي، مما أوجد فراغاً في بحثها من ناحية علوم القرآن.
لم تكن الدراسات الأدبية واللغوية كافية لتحليل النص القرآني من الناحية التفسيرية وأثرها فقد ظل موضوع الثنائيات في القرآن الكريم بحاجة الى دراسات معمّقة، ففيه الكثير من الظواهر التي تحتاج الى الوقوف عندها، وبحثها وتحليلها ودراستها (من الناحية التفسيرية).
وهذا ما جعلنا نروم البحث في معرفة مستويات الثنائيات المؤثرة على مستوى النص القرآني برمته أو على مستوى الآية الواحدة، وهي تؤدي دوراً جوهريا ًفي ايصال التشريع أو الأمر أو النهي أو الإشارة الى شيء هام يخص حياة البشر. كما وأن البحث ناظرٌ أيضاً الى اكتشاف جماليات الثنائيات التي تُشكّل جمالية النص القرآني وزخرفته البيانية والصورية، ولأن الثنائيات لن تبدو واضحة الا اذا نُظر اليها على أنها حالة علمية - فكرية – نقدية يمكن من خلالها اكتشاف كيان النص القرآني، وهذا ما نسعى لتحقيقه في النصوص القرآنية التي سندرسها دراسة تفسيرية ، و على البحث الإمساك بطاقاتها الفعالة، واشراقاتها المضيئة البينة في حدود الإمكانيات المتاحة للبحث وما تيسر له من مصادر تفسيرية تعينه على البحث والاستقصاء، اما المنهج الذي قام عليه البحث فيتمثل بمستوى الدراسة التفسيرية، وهذا المستوى من الدراسات يعتمد على (تفسير هذه الآيات).
فالمعنى العام للثنائيات هي كل ما يقترن وجوده على وجود شيء ثاني قد يكون مضاداً له وقد يكون شبيهاً له فيتقدم احدهما على الآخر كالإنس والجن، والحياة والموت، السماء والارض، الليل والنهار مشكلة بذلك فهما لظاهرة ما.
(وهي في القرآن الكريم كلمات ترد مقرونة بغيرها تسمّى الثنائيات، يقدّم بعضها على الآخر في مواضع مختلفة) وقد اعتمد البحث على تفسيرين هما:
تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي
وتفسير التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد