-
/ عربي / USD
إن الذي لا نقاش فيه ما للقضاء في الإسلام من مكانة وأهمية، فهو يحتل موقع الصدارة من بين سلطات الدولة ومهامه حيوية وحساسة لما للعمل القضائي من دور متميز ومختص في فصل الخصومات وقطع المنازعات التي تحصل بين الناس نتيجة تضارب المصالح ومؤثرات النفس الأمارة.
لذا فإن القضاء مخط آمال الناس والوسيلة المثلى والفاعلة في ضمان حقوقهم على اختلافها ؛ كونه السياج الذي يحتمي به المظلوم ويأوي إليه المكلوم لهذا فإن الوظيفة القضائية أحيطت بالهيبة والإحترام من قبل الناس والدولة معاً.
ومن الحقائق المتفق عليها لدى المختصين في حقل القضاء أن رجل القضاء عليه أن لا يقول بأن مهمته حيوية وخطيرة دون أن تكون تطبيقاته العملية لهذه المهمة عبر فكر حر وإرادة صلبة ومستقلة ونزاهة صادقة وعين واعية للأمور التي تطرح في مجلس قضائه وعبر عملية فنية دقيقة لأن القضاء قبل أن يكون علماً فهو فن يستلهم من المران والخبرة والملكة الفقهية والفطنة والفراسة ويستوحي الحق من صفاء نواياه ونقاء سريرته وتوخيه من حيث النتيجة احقاق الحق الذي به تتجسد العدالة وما عليه سوى التوغل في فهم نية الخصوم ونواياهم الحقيقية ، وإن اتقان مهاراته إنما يحتاج إلى جهود عقلية صافية لأن القضاء ما هو سوى : (صناعة وفن) (1) صناعة الإجراءات اللازمة لكشف حقيقة النزاع بين المتخاصمين وفن السير في تلك الإجراءات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد